قالت شرطة التشيك اليوم الخميس إن المحققين عثروا على أسلحة غير مسجلة في مقر البعثة الفلسطينية في براج وذلك بعد يوم من مقتل السفير الفلسطيني جمال الجمل في انفجار غامض بعد أن فتح خزانة في السفارة. وعبرت وزارة الخارجية التشيكية عن القلق بعد العثور على الأسلحة وقالت إن ذلك قد يمثل انتهاكا للأعراف الدبلوماسية وإنها ستطلب تفسيرا. وقال رئيس شرطة براغ مارتن سيرفتشيك لراديو التشيك "جمعنا الكثير من الأدلة وقمنا بتأمين أسلحة ستخضع لتقييم الخبراء ونستطيع القول ان الأسلحة لم تمر بعملية تسجيل في جمهورية التشيك." وكررت الشرطة اعتقادها بأن سبب الانفجار الذي أودى بحياة السفير الفلسطيني في أول أيام العام الجديد هو التعامل بطريقة غير سليمة مع عبوة متفجرة موضوعة في باب الخزانة لتأمينها. وأضافت الشرطة أنهم لا يتعاملون مع الحادث باعتباره هجوما أو حادثا إرهابيا. وأصيب الجمل بجروح قاتلة في رأسه وصدره وبطنه. وتولى منصبه في براغ في أكتوبر تشرين الأول الماضي .. وقال المتحدث باسم السفارة الفلسطينية في براغ نبيل الفحل إن الخزانة التي انفجرت كانت تستخدم يوميا تقريبا لحفظ أموال البعثة .. والبعثة الفلسطينية بصدد الانتقال إلى مقر جديد يضم أيضا مقر إقامة السفير. وقتل الجمل في مقر إقامته الجديد. وتتعارض رواية الفحل مع رواية وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الذي قال إن الخزانة لم تستخدم منذ 20 عاما أو أكثر وربما ترجع إلى الوقت الذي افتتحت فيه منظمة التحرير الفلسطينية بعثة في براغ. وذكر المالكي أن الانفجار لم يحدث فور فتح الخزنة بل فتحها وطلب من زوجته أن تحضر له قلما وورقة كي يسجل ما بداخلها .. وخلال ذهاب زوجته لتحضر ما يريد، أدخل السفير يديه داخل الخزنة الحديدية، وربما يكون قد لمس الجهاز الذي تتحدث عنه السلطات التشيكية الموضوع داخل الخزنة فحدث الانفجار.
ويقول المالكي: "الانفجار لم يكن قويا، بل كانت إصابة السفير نتيجة قربه من الخزنة في اليدين والصدر وتوقعنا أن يقوم الأطباء بإجراء عملية بتر في اليدين لكن لسوء الحظ وافته المنية". ويتابع وزير الخارجية بالقول:" إن الخزنة التي انفجرت كانت موجودة في مقر السفارة القديم في العاصمة التشيكية، وعندما جرى نقل مقر السفارة إلى البناية الجديدة جرى نقل كل ما بداخل البناية القديمة ومن ضمنها الخزنة التي كانت موجودة في البناية". ويستطرد المالكي:" تلك الخزنة لم يجر التعامل معها من قبل أي من السفراء الفلسطينيين السابقين وكانت متروكة ومهملة وعندما تم تسلم المقر الجديد جرى إخلاء كل مقتنيات المقر القديم ومن ضمنها الخزنة وحاول السفير الجمل فتحها وتفقد ما بداخلها وحصل ما حصل". ويمكن تزويد بعض الخزائن بشحنات متفجرة صغيرة مصممة لتدمير الوثائق السرية في حالة العبث بالقفل لكن الفحل قال لرويترز إن موظفي السفارة لا علم لديهم بشأن أي جهاز متفجر متصل بالخزانة التي فتحها الجمل. وقال في وقت لاحق للتلفزيون التشيكي إنه ليست لديه معلومات عن الأسلحة التي ضبطتها الشرطة. لكن مسؤولا فلسطينيا طلب عدم الكشف عن شخصيته قال لرويترز إن موظفي البعثة في براغ سلموا الأسلحة للسلطات التشيكية. ولم يدل بتفاصيل حول نوع الأسلحة التي عثر عليها لكنه قال إنها أخرجت من كيس قديم وأنها لم تمس منذ فترة الحرب الباردة. وقالت وزارة الخارجية التشيكية إن أسلحة الدبلوماسيين تخضع للقوانين المحلية التي تقضي بتسجيل الأسلحة وترخيصها. وأضافت في بيان "الوزارة تشعر بالقلق لأن من بين الأدلة… وجدت أسلحة غير مسجلة في جمهورية التشيك." وتابعت "إذا كان الأمر كذلك فإنه ربما حدث انتهاك لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية وسنطلب توضيحا" في إشارة إلى القواعد الدولية التي تحكم أنشطة الدبلوماسيين والسفارات. وحافظت تشيكوسلوفاكيا الشيوعية على علاقات صداقة مع منظمة التحرير الفلسطينية في الثمانينات لكن منذ انهيار الحكم الشيوعي في 1989 اتخذت الدولة العضو في الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي موقفا مؤيدا لاسرائيل. رابط الخبر بصحيفة الوئام: قفل متفجر ام اغتيال .. من قتل السفير الفلسطيني بالتشيك #الوئام #التشيك