المدن بتجمعاتها الحضرية ، وكثافتها السكانية دائما ما تكون مهوى أفئدة زائريها ، وعشق قاطنيها من أبنائها ، إذا وجدت من الجهات التي تقوم عليها ذات العشق ، واعتبرها المسؤولون لوحاتٍ نفيسة يطرزون عليها إبداعاتهم ، فتبقى أسماؤهم منقوشة بالذهب في ذاكرة المدينة وأهلها مادام ذلك الإبداع قائما ، كلما رآه عابرٌ قال : " الله ، ما أبدع هذا " ! مدينتا الغالية ( الطائف ) ، عاصمة المصائف العربية الحالية ، شبه مكتفية ذاتيا بجمالها ، ووردها ، وأهلها الكرماء الطيبين ، بأجوائها الساحرة ، وأماسيها العليلة ، والمحظوظ من المسؤولين من تتهيأ له مدينة كالطائف بخامتها الفاخرة الجاهزة للتطريز والتلوين ، فيظهر الإبداع فيها بجلاء ، ويتضاعف فيها عن غيرها من المدن. المفارقة العجيبة أن مسؤولين يفرقون السحب الطبيعية عن مدينتهم، وفي مدينتنا يصنع المسؤولون سحبا مؤذية ، والمفارقة الأعجب أن منشأ السحب بروائحها وسمومها المؤذية حيٌّ اسمه ( النسيم ). أتستحق هذه المدينة المميزة عربيا ومحليا أن تبات شاحبة ، كئيبة ، مختنقة تحت سحب كثيفة من دخان ( محرقة النفايات ) ، وأن تصبح على ذات الروائح المفزعة التي شوهت وجه فاتنة الصيف العربي ؟ وعكرت صدور وأمزجة سكان الطائف وزائريها ؟ ألا تكفينا أمراض الشتاء ، ونقص أكسجين المرتفعات ؟ مدينة كالطائف تشهد نموا سكانيا، وتمددا عمرانيا، وجذبا سياحيا ، ووردا نفيسا، ومستشفى خاصا للأمراض الصدرية، ألم تستدع كل هذه المعطيات المسؤولين عن شؤونها للتفكير في نقل مرمى النفايات ( الطمر المرضي ) بعيدا عن الأحياء السكنية، والمجمعات السياحية ، والدوائر الحكومية الحديثة التي بدأت تُبنى على الطريق المؤدي إلى المرمى المشؤوم ؟ حقيقة ، أستغرب أن يبقى هذا الوباء في صدر الطائف، رغم علمي بحرص وهمة القائمين، لكن هذا الأمر تحديدا جعلني أشعر بالحزن العميق والاستياء المؤلم ، ولا أملك من الأمر إلا قلمي؛ لأشدد في الطلب وليس الرجاء، بأن تسرع أمانة محافظة الطائف في إخراج ( المحرقة ومرمى النفايات ) قبل احتفالها بتتويج فاتنة الصيف ( عاصمة للمصائف العربية ) ؛ فكيف سنحتفل بمناسبة عظيمة كهذه ، والسعال كالدبابيس في رئتي ورئة الطائف ؟! تنفس : " صدري وصدر مدينتي فيها سواد .. " أحمد الهلالي @ahmad_helali رابط الخبر بصحيفة الوئام: الطائف تكحُّ دماً يا سادة !