منذ عشرات السنين ومرمى بلدية بيشة يجثم على مدخلها الغربي، ويبث سمومه وروائحه على الأحياء القريبة منه، متسببا في تلوث البيئة واحتضان الأوبئة والحشرات. ويعج المرمى بشتى أنواع النفايات والمخلفات السامة والجيف ومياه المجاري غير المعالجة، مشكلاً بيئة كاملة التلوث طالت الإنسان والحيوان والنبات، فالجمال السائبة تتغذى على مخلفات المرمى المفتوح على مصراعيه وعلى الأغذية والألبان والعصائر منتهية الصلاحية وعلى الغطاء النباتي الناشئ في مستنقع مياه المجاري. سكان أحياء الهيشة والحرف والباقرة أكثر من يتجرع هذه المعاناة اليومية، فأدخنة محرقة المرمى تداهم بيوتهم مع إشراقة كل صباح، والبعوض ينقل لهم ما عجزت الرياح عن إيصاله لهم من سموم المرمى، متعجبين من غياب الحل الناجع لهذه الكارثة البيئية. وفي هذا السياق، أوضح عبدالرحمن الشهراني وسويد المعاوي، وسياف المليحي، أن الأهالي تقدموا بشكوى لجميع الجهات ذات العلاقة من وزارة الشؤون البلدية والقروية ومحافظة بيشة والبلدية والمجلس البلدي، شرحوا فيها الأضرار الجسيمة التي يتعرضون لها من المرمى وعلى رأسها الأمراض الصدرية والجلدية التي أصيب بها أطفالهم، مشيرين إلى أن بلدية بيشة لم تقدم لهم سوى الوعود دون أي تقدم يذكر. من جهته، أوضح رئيس بلدية بيشة فيصل الصفار أنه جرى اعتماد مشروع مدفن مركزي لمرمى البلدية ب 23 مليون ريال، مشيرا إلى أن البلدية وجهت دعوات لشركات تدوير النفايات للاستفادة من نفايات المرمى. وقال إن البلدية لا تحرق النفايات، إذ أن من يحرقها هم متسللون مخالفون لنظام الإقامة، ينتشرون في الجبال المحيطة بالمرمى، مبينا أن البلدية بدأت في تسوير المرمى، وتم إنجاز 65% منه. أما محافظ بيشة محمد المتحمي فأكد أن مجلس بيشة أوصى بنقل مرمى البلدية إلى موقع يبعد عن المحافظة 50 كيلومترا في منطقة صحراوية بعيدة عن التجمعات السكانية تماماً، مشيرا إلى أن أمير منطقة عسير دعم هذا التوجه، فجرى تشكيل لجنة للوقوف على المشكلة إلا أن البلدية تحججت بصرف 7 ملايين ريال على تسوير الموقع، وأعلنت استعدادها لإنهاء جميع مشاكل المرمى، والبدء الفوري في الدفن لوقف عمليات الإحراق وإنشاء مدخل للمرمى. وقال المتحمي: رغم تحفظي الشخصي على قرار اللجنة، إلا أنه تم إعطاء البلدية الفرصة لتنفيذ وعودها، ولكنها لم تف بأي شيئ مما وعدت به على الرغم من مضي 5 أشهر على التوصية، مؤكداً أن الحل الأمثل لهذه المشكلة هو نقل مرمى البلدية للمكان المقترح بعيداً عن السكان.