في مخالفة صريحة لنظام المطبوعات والنشر في السعودية، احتجز مركز شرطة بيش في جيزان أول أمس الزميل يحيى الخردلي بطريقة تعسفية على خلفية تقرير صحافي نشر الخميس الماضي عن مطاردة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمساعدة سيارة سوداء غير رسمية لشاب متهم بالخلوة والابتزاز. وفي حين أن نظام المطبوعات والنشر في السعودية يقضي بضرورة مخاطبة المدعي لوزارة الإعلام عند الرغبة في التقدم بشكوى بخصوص ما ينشر في الصحف، إلا أن شرطة بيش تجاهلت النظام، واحتجزت الزميل الخردلي بحجة أن أعضاء في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أدلو بشهادة أمام هيئة التحقيق والإدعاء العام تتهم الخردلي بنشر مادة صحافية بهدف التشهير بعلاقة غير شرعية لفتاة وشاب ضبطتهم الهيئة الأسبوع الماضي. وأوضح الأمين العام لهيئة الصحافيين السعوديين الدكتور عبدالله الجحلان ل«الحياة» أن توقيف الإعلامي من جهة غير مسؤولة عن الإعلام يخالف النظام، مضيفاً: «النظام هو إن كانت هناك قضية فتعرض على وزارة الثقافة والإعلام بحسب الأمر السامي». وقال الجحلان: «الهيئة معروف موقفها، وهو موقف النظام القائل بأن التقاضي يتم من طريق اللجان المشكلة بقرار ملكي، والتقاضي في قضايا النشر الصحافي عبر هذه اللجان، وأي حكم يصدر عن غير هذه اللجان فهو مخالف للنظام». كما أكد المحامي والقانوني ماجد قاروب أنه في حال وجود أي إشكال على أي محرر صحافي لدى أية وسيلة إعلامية فلا يحق لهيئة التحقيق والادعاء العام طلب القبض عليه من خلال مركز الشرطة. وقال: «من المفترض على هيئة التحقيق والادعاء العام أن تقوم بمراسلة وزارة الثقافة والإعلام، وبدورها تقوم الوزارة بتحويل الشكوى ضد الصحيفة إلى اللجنة المتخصصة في حل مشكلات المنازعات الصحافية، ومتابعة القضية مع الصحافي من خلال المنبر وعنوان مقر الصحيفة التي يعمل فيها». وكانت «الحياة» نشرت في ال27 من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، تقريراً صحافياً أعده الزميل يحيى الخردلي، عن شاب يتهم 12 عضواً من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمطاردته بمركبة سوداء غير رسمية، مشيراً إلى أنه أثناء عودته من منزل والدته طاردته مركبة سوداء فيها شخص يحمل سلاحاً، قبل أن تصدمه ويحاصره 12 عضواً من الهيئة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: شرطة بيش تحتجز محرر صحيفة الحياة دون مسوغ قانوني #السعودية #الوئام