لندن- الوئا- CNN: نفذت قوات بريطانية خاصة مهمة عسكرية في صحراء ليبيا لإجلاء بريطانيين عالقين في الدولة التي تشهد اضطرابات دموية في عملية قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إنها “الصواب بعينه” رغم دخول طائرات عسكرية بريطانية الأجواء الليبية دون تصريح. وذكرت الخارجية البريطانية أن ثلاث طائرات من طراز “هركليز C-130′′ تابعة لسلاح الطيران الملكي أجلت بنجاح نحو 150 مدنياً من شرقي ليبيا. وقال ليام فوكس، وزير الدولة للدفاع، إن المدنيين العالقين جرى التقاطهم من عدة مواقع مختلفة في الصحراء جنوب مدينة “بنغازي”، كما أجلت القوات البريطانية في عمليات عسكرية مشابهة 150 مدنياً أخراً. وتعرضت إحدى الطائرات لنيران أسلحة خفيفة أثناء محاولتها الهبوط في ممر جوي، ولم تصب سوى بأضرار طفيفة وتابعت مهمتهما لتهبط عقب ذلك الطائرات العسكرية الثلاثة في مالطا، وفق مصدر من وزارة الدفاع. وكانت صحف بريطانية قد أشارت، الأحد، إلى أن الطائرات بعيد إقلاعهما من قواعد في مالطا، قامت بتمشيط مساحة تبلغ 4 أضعاف مساحة بريطانيا قبيل أن تهتدي إلى أماكن تواجد البريطانيين ونقلهما إلى منطقة “فاليتا” بمالطا. وقال كاميرون في مؤتمر صحفي، الأحد، رداً على سؤال بشأن دخول الطائرات البريطانية الأجواء الليبية دون تصريح: “كانت محفوفة بالمخاطر وصعبة ولكن بالحكم عليها كان هذا الصواب الذي ينبغي عمله.” وتابع: “عدد المواطنين البريطانيين العاملين في منصات النفط في منطقة الصحراء الشرقية يعني أن على الحكومة التحرك لإعادتهم، كان من الصعب الترتيب لمثل هذه الأشياء لكنه الأمر الصحيح الذي ينبغي عمله.” ومن جانبه قال المحلل الأمن جون بايك، مدير “غلوبال سكيوريتي دوت أورغ”، وهي منظمة مستقلة تعني بسرية المعلومات، إن استعدادا أوروبا لإرسال طائرات عسكرية داخل الأجواء الليبية دون تصريح مؤشر على تزايد نفاذ صبر حكوماتها إزاء الزعيم الليبي، معمر القذافي. ويواجه نظام القذافي أخطر ثورة شعبية طيلة حكمه خلال 42 عاماً، سيطر خلالها المحتجون المطالبون بالتغيير، على عدد من المدن في انتفاضة قابلتها حكومة طرابلس بحملة قمع دموية. وتوقع بايك تزايد دعوات الغرب برحيل القذافي عقب إجلاء حكوماته لرعاياها من ليبيا. وكان وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، قد دعا الزعيم الليبي للرحيل فوراً مشيراً إلى أن الحكومة ألغت الحصانة الدبلوماسية عنه وعائلته. ويشار إلى أن تنفيذ عمليات عسكرية لإجلاء رعايا غربيين من ليبيا لم تقتصر على المملكة المتحدة، إذ قامت طائرتان حربيتان تابعة لسلاح الجو الألماني بإخلاء نحو 132 من مواطنيها في الصحراء الليبية في مهمة سرية بدورها، وفق ما نشرت الخارجية الألمانية في موقعها الإلكتروني. من جهة أخرى سيطر مسلحون يعارضون حكم الزعيم الليبي معمر القذافي على بلدة الزاوية الواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا غربي العاصمة طرابلس أمس. ويرفرف العلم الليبي لفترة ما قبل القذافي بألوانه الأحمر والأخضر والأسود فوق مبنى في وسط البلدة، ويردد مئات الأشخاص ”هذه ثورتنا”. ونقلت السلطات الليبية مجموعة من الصحافيين الأجانب إلى بلدة الزاوية لتوضيح أن القوات الموالية للقذافي ما زالت تسيطر على البلدة، ولكن بمجرد التواجد هناك كان واضحا أن الثوار مسيطرون. وقال طبيب في مستشفى ميداني في مسجد في البلدة أن 24 شخصا قتلوا في اشتباك مع مؤيدين للحكومة خلال الأيام الثلاثة المنصرمة، وتحول متنزه صغير قريب من الميدان الرئيسي إلى مدفن.