تبذل العديد من حكومات العالم جهودا حثيثة من اجل اجلاء رعاياها من ليبيا، وعلى الاخص البلدان الآسيوية، التي تواجه مشكلة اجلاء ما يقرب من 150 الفا من مواطنيها العاملين هناك. ويقدر عدد العمال البنغلادشيين بحدود 60 ألفا، الى جانب حوالى 30 ألف فلبيني، وحوالى 23 ألف تايلاندي، وحوالى 18 ألف هندي، اكثرهم من العمال غير المهرة. ويوجد ايضا قرابة عشرة آلاف فيتنامي، وحوالى ثلاثة آلاف نيبالي، وحوالى 1200 سيرلانكي، تحاول حكوماتهم اجلاؤهم عبر مصر او منافذ اخرى متاحة. وتحاول بريطانيا والولايات المتحدة اجلاء موظفين من سفارتيهما، الى جانب حوالى 90 بريطانيا يعملون في حقل للنفط بعمق الصحراء، مع 300 آخرين من باكستانيين وبنغلاديشيين والمان واستراليين ورومانيين في نفس الموقع. وتعرضت الحكومة البريطانية لانتقادات بسبب ما ينظر اليه على انه تقاعس في مساعدة الرعايا البريطانيين على مغادرة ليبيا. وقد تأخرت لندن عن باقي عواصم العالم في ترتيب عملية اجلاء رعاياها من ليبيا. وقال جيمس كويل، وهو عامل في احد الحقول النفطية لبي بي سي: "نحن نعيش في كابوس وطلبنا العون من الحكومة البريطانية ولكنها تجاهلتنا تماما." وصعدت الصين عملية اجلاء رعاياها من ليبيا من خلال عملية جوية وبحرية وبرية مشتركة تهدف الى نقل اكثر من 30 الف مواطن صيني يعملون في البلاد الى الخارج. وقد وصلت بالفعل اول طائرة استأجرتها الحكومة الصينية لاجلاء الرعايا الصينيين الى مطار طرابلس، بينما غادرت وجبة اولى منهم بحرا الى اليونان. وقال ناطق باسم السفارة الصينية في طرابلس إن العديد من الرعايا الصينيين اصيبوا في الاحداث الاخيرة، ادخل 15 منهم المستشفيات لتلقي العلاج. وقامت تركيا باجلاء حوالي 6 آلاف من رعاياها بحرا في عملية برية وبحرية وجوية استغرقت ثلاثة ايام في اكبر عملية من نوعها. وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو يوم الاربعاء إن 21 دولة طلبت من بلاده السماح باجلاء رعاياها عبر الاراضي التركية. وكان يعمل في ليبيا اكثر من 25 الف من المواطنين الاتراك. وتقول كندا انها تفاوض من اجل ارسال طائرة الى ليبيا لاجلاء اكثر من 300 من رعاياها من طرابلس. وكانت فرنسا قد اجلت حوالى 500 من رعاياها، في حين ينتظر حوالى ألف اوروبي عالقين في العاصمة الليبية اجلاءهم جوا او بحرا او برا. ونجحت روسيا في اجلاء 118 روسيا من مجموع اكثر من 500 روسي معظمهم من عمال النفط والسكك الحديدية. وارسلت بلغاريا طائرتين لاجلاء اكثر من مئتين من رعاياها، وما زال هناك اكثر من مئة في الانتظار، الى جانب عدد لا بأس به من الكرواتيين والصرب والمقدونيين. كما يستمر العشرات من العمال المصريين في التدفق عبر النقاط الحدودية عائدين الى بلادهم.