حقل شيبة -الوئام- إبراهيم العقيلي(واس): ” لم أكن أتوقع أن تكون شيبة بهذا الجمال وهذا المنظر وهذا التنظيم” ... بهذه الكلمات بدأ وزير النفط والثروة المعدنية السوري سفيان العلاو وصفه لحقل شيبة النفطي الواقع في قلب صحراء الربع الخالي، عندما كان ضمن وفد وزاري زار الحقل ضمن الفعاليات المصاحبة للمؤتمر الوزاري الاستثنائي لمنتدى الطاقة الدولي الذي عقد في الرياض . الوزير السوري وصف زيارة الوفد الوزاري إلى حقل شيبة بأنها ناجحة تماما، معبرا عن سرور بالغ بوجوده في شيبة، وقال “كنا نسمع عن وجود حقل شيبة في أطراف الربع الخالي، ورغبنا في زيارته أثناء حضورنا المؤتمر، لكني لم أكن أتوقع أن يكون بهذا الجمال وهذا التنظيم”، مضيفا “ما زاد من بهجتي أني رأيت أن الحقل يدار مائة بالمائة من قبل شباب سعودي متخصص في مجال صناعة النفط يعملون في مجالات التشغيل والصيانة، وهذا دليل على أن المملكة ممثلة في شركة أرامكو تبذل جهودا حقيقية وصادقة لكي تكون صناعة النفط في أيدي وطنية سعودية، وهذا يسرنا كأشقاء عرب”، مفيدا “ونحن في سوريا نتمنى لأشقاءنا العرب أن يكونوا في المقدمة في مجال التكنولوجيا وقيادة تقنية أفضل”. وزاد الوزير السوري أن “من يتطلع إلى هذا البقعة من الأرض المحاطة بكثبان رملية هائلة من كافة الجهات الأربع ويقام فيها مثل هذا الصرح الحضاري وبهذا الانتاج المتميز وهذه الأعداد المحدودة من العاملين دليل على أن هناك جهدا كبيرا وعملا يمضيان في الطريق الصحيح تقوم عليها كفاءات عالية”، مشيرا بشكل خاص إلى ما سمعه عن طريقة ومسافات حفر الآبار الأفقية من قبل أرامكو وكيف سخرت التقنية بشكل كبير جدا وهو أمر قال إنه يزيدنا جميعا فخرا واعتزازا أن في شعبنا العربي هناك كفاءات وطاقات وطنية مخلصة وقادرة على الأداء والعمل المتميز”. وقال الوزير السوري “أيضا نحن اليوم صعدنا إلى قمة جبل الرمل المطل والمشرف على موقع حقل شيبة وكان المنظر جميل جدا يأخذ باللب ويسر الناظر إلى الشمس فوق سفوح الرمال، متمنيا زيارة ذلك المكان في وقت المساء لشهود لحظة الغروب الساحرة عندما تتوارى أشعة الشمس بين الكثبان الرملية”. وفيما يتصل بالمؤتمر قال معالي وزير النفط والثروة المعدنية في سوريا سفيان العلاو إن المؤتمر الوزاري الاستثنائي الخاص بتوقيع ميثاق منتدى الطاقة الدولي كان “متميزا لأنه لأول مرة استطاعت المملكة العربية السعودية أن تجمع هذا العدد الكبير من المعنيين بشئون الطاقة في العالم في مكان واحد وأن توقع 87 دولة تشكل 90 في المائة من الدول المعنية بشئون الطاقة في العالم كله كمنتجة ومستهلكة على ميثاق موحد، لتجتمع عبر الحوار في سبيل تحقيق مصالحها وأهدافها وبدون نزاعات”. وأضاف “إنها خطوة كبيرة جدا، وهذا دليل على الرؤية الثاقبة والحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، فرؤيته لمستقبل الإنسانية ومستقبل العالم أن يبنى على الحوار وعلى التعاون بين الدول، وهذا الميثاق كان ثمرة لهذه الجهود على مدى سنوات حيث أنتج ميثاق يغطي مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء، ويدعوهم جميعا للحوار فيما بينهم ومع دول العبور”. وتابع “ونحن في سوريا كدولة عبور فنحن منتجين ومستهلكين للطاقة غير إن إنتاجنا واستهلاكنا محدود لكن دورنا الأساسي كدولة عبور ووجدنا مصالحنا في هذا الميثاق بحيث نستطيع أن نضمن مع لقاءاتنا المستمرة والحوارات المستمرة مع الدول المنتجة والدول لمستهلكة عبر هذا المنتدى وأمانته العامة نستطيع أن نحقق مصالحنا وطموحاتنا، وألا تطغى مصالح جهة على أخرى”. وقال “أعتقد أن الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنتدى الطاقة الدولي كان من الاجتماعات الناجحة ووضع لبنة أساسية لمستقبل الطاقة العالمي”. وبشأن عودة خادم الحرمين الشريفين إلى أرض الوطن عقب رحلته العلاجية التي صادقت زيارة الوفد إلى الحقل، وصف معالي وزير النفط والثروة المعدنية في سوريا سفيان العلاو هذه المناسبة بأنها “فرحة عامة ليست للسعودية فحسب بل لكل العرب والمسلمين وكل الإنسانية لأن الملك عبدالله بن عبدالعزيز رجل ذو حكمة وذو رؤية واستطاع بحكمته ورؤيته حل كل الخلافات تقريبا بين الدول العربية، ونحن في سوريا نعتز بهذه الأخوة العربية وهذه الصداقة”. أما عضو الوفد الياباني في المؤتمر سفير اليابان لدى المملكة شيغيرو إندو فقال بكلمات بسيطة “شيبة مبهرة للغاية”، مضيفا أن حقل شيبة البترولي الواقع في قلب رمال الربع الخالي. وحمل شيغيرو إندو وعشرات من أعضاء الوفود عينات من رمال شيبة كأجمل ذكرى يعودون بها من زيارتهم لذلك الصرح الحضاري السعودي في قلب صحراء الربع الخالي، مشيرا أنه سمع الكثير عن شيبة قبل قدومه إليها، وعرف أن هذه البقعة من الربع الخالي كانت خالية تماما من أسباب الحياة قبل 30 عاما وقبل قدوم أرامكو إليها، وهو اليوم مبهور جدا مما رآه من إمكانات ومعامل تم إنشاءها في حقل شيبة. عضو آخر في الوفد الياباني يعمل في سفارة بلاده في الهند وشارك في فعاليات المؤتمر يقول إنها أول زيارة له إلى المملكة حيث إنبهر بما رآه في مدينة الرياض من تطور فاق توقعاته، كما أبدى إعجابا كبيرا بحقل شيبة وكيف نجحت أرامكو في بناء صرح بترولي حضاري في صحراء الربع الخالي. وعبر الوفد الياباني عن متعة كبيرة في المشي على كثبان شيبة الرملية والصعود إلى قمة المرتفعات الرملية، والاستمتاع بجمال الموقع بخاصة للناظر من المطل، حيث يمتد النظر إلى أبعد من الأفق، وتتابع العين إنعكاس أشعة الشمس على الرمال الذهبية في واحدة من أجمل اللحظات التي تبعث الارتياح في الفكر وتجلب الهدوء للنفس . وبشأن الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنتدى الطاقة رأى أعضاء في الوفد الياباني أنها خطوة كبيرة جدا لتقريب وجهات نظر المنتجين والمستهلكين للبترول، ممتدحين الجهد الكبير الذي بذلته المملكة للإعداد لعقد الاجتماع، وحسن التنظيم من وزارة البترول والثروة المعدنية، حيث قال السفير الياباني إن كل ما سمعه من وفد بلاده كان إيجابيا ومتسق تماما مع المناسبة العشرينية لبدء الحوار. بدوره وصف وكيل وزارة النفط في الجمهورية اليمنية المهندس عبدالملك محمد علامة ما رآه في حقل شيبة البترولي التابع لشركة أرامكو السعودية، بأنه عظيم، وقال “حقيقة ما رأيته في حقل شيبة من إمكانيات أبهرتني كثيرا، فرغم الموقع الذي يعتبر في قلب الربع الخالي، وتوجد فيه كل هذه المنشآت، فحقيقة أنا أفتخر كثيرا أن المملكة العربية السعودية تمتلك كثيرا من الكوادر المتخصصة التي تقوم بما نسبته 98 في المائة من أعمال التشغيل في هذه المنشآت ذات التقنية العالية”. وأضاف “المكان في شيبة قد يجمع بعض التناقضات، فعندما تكون في شيبة لا تعتقد أنك في قلب الصحراء بما فيها من خضرة وتوفير كافة الامكانيات وجميع الامكانيات المريحة سواء كانت فنية أو في جانب ترفيه العاملين في هذا الحقل وجعل العمل في هذا المكان ممتعا، ولفت نظري الحزام الأخضر حول حقل شيبة ومنشآته”. وقال المسئول اليمني “حقيقة شيبة مدينة حضارية في قلب الصحراء”، أما المطل على موقع شيبة من جبال الرمل فقد صعدنا كثبان الرمال ورأينا المنشآت من الأعلى وزاد من إبهارنا وإعجابنا بهذه المنشآت الحضارية”. وفيما يتصل بالمؤتمر أوضح قال وكيل وزارة النفط في الجمهورية اليمنية المهندس عبدالملك محمد علامة “نحن كممثلين للجمهورية اليمنية نشكر المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا على كرم الضيافة وحسن الاستقبال والإعداد الجيد للمؤتمر، فقد كان الاعداد جيد، والفكرة التي أطلقها في البداية الملك عبدالله قبل عشرين عاما تعتبر فكرة موفقة للغاية حتى تجعل النفط والطاقة تباع باعتدال وتشترى باعتدال وتحافظ على مصادرها وعلى الحوار بين المنتجين والمستهلكين وفي الأخير تعود على الإنسانية عامة بالخير”. بدوره وصف رئيس الوفد الإيطالي مستشار وزير الخارجية سيرجيو قاريبا الاجتماع الوزاري الاستثنائي غير العادي الخاص بتوقيع ميثاق منتدى الطاقة الدولي بأنه فريد من نوعه وناجح بكل المقاييس، مقدرا كرم الضيافة وحسن الاستقبال الذي وجده وفد بلاده في الرياض. وقال المسئول الإيطالي “نحن في إيطاليا نعتبر أن الحدث مهم للغاية، كما نرى أن نتائج الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنتدى الطاقة الدولي فوق كل التوقعات”، مشيرا إلى أن عقد الاجتماع جاء في وقته، كما توقيع الميثاق جاء في صالح الجميع منتجين ومستهلكين، وهو أيضا سبيل لمواجهة وحل أية مشكلات في مجال الطاقة في المستقبل. وبشأن موقع شيبة البترولي امتدح المسئول الإيطالي العاملين في هذا الموقع الصحراوي وقال إنهم يعملون بجد واجتهاد في صحراء لا يتوقع من لم يزرها أن تكون فيها حياة، مقدرا حسن الاستقبال وكرم الضيافة التي وجدها وكافة أعضاء الوفد الوزاري من قبل مدير إدارة الإنتاج في حقل شيبة عويد الشمري وكافة العاملين في موقع شيبة .