«لم أكن أتوقع أن تكون شيبة بهذا الجمال وهذا المنظر وهذا التنظيم»، بهذه الكلمات بدأ وزير النفط والثروة المعدنية السوري سفيان العلاو، وصفه لحقل شيبة النفطي الواقع في قلب صحراء الربع الخالي، عندما كان ضمن وفد وزاري زار الحقل ضمن الفعاليات المصاحبة للمؤتمر الوزاري الاستثنائي لمنتدى الطاقة الدولي الذي عقد في الرياض. الوزير السوري وصف زيارة الوفد الوزاري إلى حقل شيبة بأنها ناجحة تماماً وقال: «كنا نسمع عن وجود حقل شيبة في أطراف الربع الخالي، ورغبنا في زيارته أثناء حضورنا المؤتمر، لكنني لم أكن أتوقع أن يكون بهذا الجمال وهذا التنظيم»، مضيفاً: «ما زاد من بهجتي أنني رأيت أن الحقل يدار مئة في المئة من شباب سعودي متخصصين في مجال صناعة النفط يعملون في مجالات التشغيل والصيانة، وهذا دليل على أن المملكة ممثلة في شركة أرامكو تبذل جهوداً حقيقية وصادقة، لكي تكون صناعة النفط في أيد وطنية سعودية». وزاد الوزير السوري (وفق تقرير بثته وكالة الأنباء السعودية أمس)، أن «من يتطلع إلى هذه البقعة من الأرض المحاطة بكثبان رملية هائلة من كل الجهات الأربع، ويقام فيها مثل هذا الصرح الحضاري، وبهذا الإنتاج المميز وهذه الأعداد المحدودة من العاملين سيعرف أن هناك جهداً كبيراً وعملاً يمضيان في الطريق الصحيح تقوم عليهما كفاءات عالية»، مشيراً إلى ما سمعه عن طريقة ومسافات حفر الآبار الأفقية من أرامكو، وكيف سخرت التقنية بشكل كبير جداً. وزاد الوزير السوري: «نحن اليوم صعدنا إلى قمة جبل الرمل المطل والمشرف على موقع حقل شيبة، وكان المنظر جميلاً جداً يأخذ باللب ويسر الناظر إلى الشمس فوق سفوح الرمال». وفي ما يتصل بالمؤتمر، قال وزير النفط والثروة المعدنية السوري، إن المؤتمر الوزاري الاستثنائي الخاص بتوقيع ميثاق منتدى الطاقة الدولي كان مميزاً، لأنه للمرة الأولى استطاعت السعودية أن تجمع هذا العدد الكبير من المعنيين بشؤون الطاقة في العالم في مكان واحد، وأن توقع 87 دولة تشكل 90 في المئة من الدول المعنية بشؤون الطاقة في العالم كله كمنتجة ومستهلكة على ميثاق موحد، لتجتمع عبر الحوار في سبيل تحقيق مصالحها وأهدافها ومن دون نزاعات». وقال: «أعتقد أن الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنتدى الطاقة الدولي كان من الاجتماعات الناجحة، ووضع لبنة أساسية لمستقبل الطاقة العالمي». أما عضو الوفد الياباني في المؤتمر سفير اليابان لدى المملكة شيغيرو إندو، فقال بكلمات بسيطة: «شيبة مبهرة للغاية». وحمل شيغيرو إندو وعشرات من أعضاء الوفود عينات من رمال شيبة كأجمل ذكرى يعودون بها من زيارتهم لذلك الصرح الحضاري السعودي في قلب صحراء الربع الخالي، مشيراً الى أنه سمع الكثير عن شيبة قبل قدومه إليها، وعرف أن هذه البقعة من الربع الخالي كانت خالية تماماً من أسباب الحياة قبل 30 عاماً وقبل قدوم أرامكو إليها، وهو اليوم مبهور جداً مما رآه من إمكانات ومعامل تم إنشاؤها في حقل شيبة. عضو آخر في الوفد الياباني يعمل في سفارة بلاده في الهند، وشارك في فعاليات المؤتمر يقول إنها أول زيارة له إلى المملكة، إذ انبهر بما رآه في مدينة الرياض من تطور فاق توقعاته، كما أبدى إعجاباً كبيراً بحقل شيبة وكيف نجحت أرامكو في بناء صرح نفطي حضاري في صحراء الربع الخالي. وبشأن الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنتدى الطاقة رأى أعضاء في الوفد الياباني أنها خطوة كبيرة جداً لتقريب وجهات نظر المنتجين والمستهلكين للنفط، ممتدحين الجهد الكبير الذي بذلته المملكة للإعداد لعقد الاجتماع، وحسن التنظيم من وزارة البترول والثروة المعدنية، حيث قال السفير الياباني إن كل ما سمعه من وفد بلاده كان إيجابياً ومتسقاً تماماً مع المناسبة العشرينية لبدء الحوار. بدوره وصف وكيل وزارة النفط في اليمن المهندس عبدالملك محمد علامة ما رآه في حقل شيبة البترولي التابع لشركة أرامكو السعودية، بأنه عظيم، وقال: «حقيقة ما رأيته في حقل شيبة من إمكانات أبهرتني كثيراً، فعلى رغم الموقع الذي يعتبر في قلب الربع الخالي، وتوجد فيه كل هذه المنشآت، فحقيقة أنا أفتخر كثيراً أن المملكة العربية السعودية تمتلك كثيراً من الكوادر المتخصصة التي تقوم بما نسبته 98 في المئة من أعمال التشغيل في هذه المنشآت ذات التقنية العالية». وأضاف: «المكان في شيبة قد يجمع بعض التناقضات، فعندما تكون في شيبة لا تعتقد أنك في قلب الصحراء بما فيها من خضرة وتوفير كل الإمكانات سواء كانت فنية أو في جانب ترفيه العاملين في هذا الحقل، وجعل العمل في هذا المكان ممتعاً، ولفت نظري الحزام الأخضر حول حقل شيبة ومنشآته». وتابع المسؤول اليمني: «حقيقة شيبة مدينة حضارية في قلب الصحراء»، أما المطل على موقع شيبة من جبال الرمل فقد صعدنا كثبان الرمال ورأينا المنشآت من الأعلى وزاد من إبهارنا وإعجابنا بهذه المنشآت الحضارية». وفي ما يتصل بالمؤتمر، قال وكيل وزارة النفط في الجمهورية اليمنية المهندس عبدالملك محمد علامة: «نحن كممثلين للجمهورية اليمنية نشكر المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً على كرم الضيافة وحسن الاستقبال والإعداد الجيد للمؤتمر، فقد كان الإعداد جيداً، والفكرة التي أطلقها في البداية الملك عبدالله قبل 20 عاماً تعتبر فكرة موفقة للغاية حتى تجعل النفط والطاقة تباع باعتدال وتشترى باعتدال وتحافظ على مصادرها وعلى الحوار بين المنتجين والمستهلكين وفي الأخير تعود على الإنسانية عامة بالخير». بدوره وصف رئيس الوفد الإيطالي مستشار وزير الخارجية سيرجيو قاريبا، الاجتماع الوزاري الاستثنائي غير العادي الخاص بتوقيع ميثاق منتدى الطاقة الدولي بأنه فريد من نوعه وناجح بكل المقاييس، وقال: «نحن في إيطاليا نعتبر أن الحدث مهم للغاية، كما نرى أن نتائج الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنتدى الطاقة الدولي فوق كل التوقعات»، مشيراً إلى أن عقد الاجتماع جاء في وقته، وتوقيع الميثاق جاء في مصلحة الجميع منتجين ومستهلكين، وهو أيضاً سبيل لمواجهة وحل أية مشكلات في مجال الطاقة في المستقبل.