تعمل العديد من الشركات المُصنعة للسيارات في هذه الأيام، على تطوير واختبار سيارات ذاتية القيادة، لا تستلزم وجود سائق خلف المقود، وذلك لتوفير مزيد من الرفاهية، ورفع درجة الأمان للركاب، إذ تُقدر «إدارة أمن الطرقات» في الولاياتالمتحدة أن أكثر من 90% من الحوادث على الطرقات هي نتيجة لأخطاء بشرية، وهو ما دفع العديد من الخبراء إلى الاعتقاد بأن إنتاج سيارات ذاتية القيادة قد يسهم إلى حد بعيد في تقليص هذه النسبة. ويعتقد باحثون أن دخول السيارات ذاتية القيادة حيز الاستخدام سيعود بفوائد كثيرة على المجتمع، إذ تُقدر «جمعية النقل الأميركية» عدد الأشخاص الذين يموتون بحوادث الطرقات في الولاياتالمتحدة سنوياً ب 33 ألف شخص، في حين تُقدر منظمة الصحة العالمية عددهم في العالم ب 1.2 مليون سنوياً. وقد بدأت بعض التقنيات بالظهور في طرز محددة من السيارات الحديثة، من خلال أجهزة كمبيوتر مُدمجة قادرة على توجيه السيارة، وعلى إعطاء أوامر بالفرملة والتسارع، وتتطلب هذه الأنظمة من السائق مراقبة الطريق والبقاء في حال الاستعداد للتدخل في قيادة السيارة إن لزم الأمر. ويعمل العديد من كبار مُصنعي السيارات على تصميم سيارات قادرة على القيادة الذاتية بشكلٍ كامل، دون أي حاجة لتدخل الإنسان، مثل شركة «بي إم دبليو»، التي كشفت أن سيارتها ذاتية القيادة ستكون جاهزة للقيادة على الطرقات بشكل رسمي خلال أقل من عقد من الزمن. وكانت شركات أخرى مثل: «فورد»، و«جنرال موتورز»، و«تويوتا» و«نيسان»، و«فولفو»، و«أودي» كشفت عن اختباراتها في مجال تصنيع سيارات ذاتية القيادة. من جهتها، بدأت شركة «غوغل» الأميركية منذ عام 2010 باختبار أنظمة قيادة ذاتية على سيارات «تويوتا بريوس»، و«ليكزس»، تعتمد على وجود كاميرات فيديو وحساسات راديو ومستشعرات تعمل بالليزر لاستكشاف الجو المحيط، إضافة إلى خرائط مفصلة تساعد السيارة على الذهاب في الاتجاهات الصحيحة. وفي عام 2012، أعلنت «غوغل» أن مشروعها لإنتاج سيارة ذاتية القيادة قد حقق هدفاً جديداً يجعل منه أقرب مما كان عليه إلى الواقع العملي، إذ ذكرت الشركة أن سياراتها الاختبارية قطعت 300 ألف ميل من دون أية حوادث تُذكر.بحسب الامارات اليوم. وحصلت سيارة «غوغل» ذاتية القيادة على تراخيص من ولايات نيفادا وفلوريدا، وكاليفورنيا تسمح بقيادتها في شوارع تلك الولايات. وفي أغسطس من العام الجاري، أشار تقرير إلى أن «غوغل» دخلت في محادثات مع الشركات المورّدة لمكوّنات صناعة السيارات، بهدف وضع خطة لإنتاج سيارة ذاتية القيادة تحمل العلامة التجارية الخاصة بالشركة، أي التخلي عن الاعتماد على سيارات من إنتاج شركات أخرى. من جهته، أشار مدير مشروع السيارة ذاتية القيادة في «غوغل»، كريس أورمسون، في أكتوبر الجاري، إلى أن البيانات التي قد تم جمعها من سيارات «تويوتا بريوس»، و«ليكزس» المزودة بتقنيات «غوغل» للسيارة ذاتية القيادة، أظهرت أن هذه السيارات توفر درجة أمان أعلى للركاب مقارنةً مع السيارات التقليدية التي تتطلب وجود سائق يتحكم بالسيارة بشكل كامل. واستعرض «أورمسون» دراستين تم بناؤهما وفقاً للمعلومات التي تم أخذها من السيارات التابعة لمشروع «غوغل» أثناء قطعها لمئات آلاف الأميال في طرقات ولايتي كاليفورنيا ونيفادا، إذ أظهرت أول دراسة أن تلك السيارات قادرة على التسارع والفرملة بشكل أقل حدة، وأظهرت الدراسة الثانية أن سيارة «غوغل» تستطيع ضبط مسافة الأمان بشكل أفضل من السيارات التي يتم التحكم بها بشكل كامل من قبل الإنسان. وقال «أورمسون» إن «غوغل» تخطط إلى ترجمة مشروعها وأبحاثها إلى منتج حقيقي يمكن للمستخدمين الحصول عليه خلال السنوات المقبلة، مشيراً إلى أنه على اتصال بالعديد من الشركات المُصنعة للسيارات، التي تملك بعضها مشروعاتها الخاصة لإنتاج سيارات ذاتية القيادة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: «غوغل» تختبر تقنيات لسيارة ذاتية القيادة