شنت قوات موالية لمعمر القذافي ليلة أمس وصبيحة اليوم هجوما مضادا على الثوار في الزاوية، بالتوازي تحمل التقارير الإعلامية أرقاما مفزعة عن ارتفاع أعداد القتلى في الزاوية وبنغازي. ووفقاً للتقارير الاعلامية الواردة فان أكثر من 23 شخصا قتلوا وجرح 44 اخرون في هجوم شنته قوى الامن الليبية في مدينة الزاوية “60 كلم جنوبطرابلس. وكانت صحيفة قورينا الليبية قد تحدثت في حصيلة سابقة عن وقوع عشرة قتلى وعشرات الجرحى بعد الهجوم الذي شنته الكتائب الأمنية صباح الخميس على المدينة. واضافت ان المصابين “لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات نظرا لإطلاق النار الكثيف في كل اتجاه من قبل الكتائب الامنية والمرتزقة”. وتسيطر المعارضة على مراكز رئيسية في الشرق بينها مدينة بنغازي ثاني اكبر المدن. إلى جانب انباء عن سيطرتهم على مصراتة وزوارة في الغرب ليقترب الثورة من مركز سلطة القذافي في غرب البلاد. وفي مصراتة التي قال معارضون للقذافي انهم استولوا عليها يوم الاربعاء قال سكان ان القوات الموالية للقذافي والمرتزقة الاجانب شنوا هجوما مضادا يوم الخميس لكن تم احتواؤه. وقال محمد السنوسي “41 عاما” لرويترز هاتفيا من مصراتة التي تبعد 200 كيلومتر الى الشرق من طرابلس “تغلب المحتجون على قوات الامن وسيطروا على المدينة سيطرة كاملة.” إلى ذلك، قال مصدر أمني إن المواجهات في مدينة بنغازي أسفرت حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 390 شخصا وإصابة 1300 شخص معظمهم بطلقات نارية. وقال رئيس شعبة الأمن في بنغازي ، نوري العبيدي /42 عاما/ إن أهالي المدينة تمكنوا من اقتحام مقر كتيبة “الفضيل” التابعة لنجل معمر خميس القذافي، وعثروا على سجن تحت الأرض يقبع به نحو 90 سجينا جميعهم ليبيون ومن بينهم جنود من بنغازي رفضوا استهداف الأهالي فتم اعتقالهم. وفي مدينة طبرق ، التي تبعد عن طرابلس 1500 كيلو متر وتبعد عن الحدود الليبية المصرية بنحو 160 كم، شارك نحو 500 شخص في ساعة مبكرة من صباح الجمعة في مظاهرة بميدان الشهداء. وهتف المتظاهرون “يسقط القذافي”، مطالبين بإعدامه في هذا الميدان. وقال، ياسر إبراهيم الشريف العبيدي /33 عاما/ وهو شرطي ليبي في مدينة البيضاء التي تبعد نحو 200 كلم شرق بنغازي إنه تم التحقق من أن عناصر مرتزقة تابعين لخميس القذافي، كانوا يطلقون النار بشكل عشوائي على المواطنين مشيرا إلى أن كل فرد منهم كان يتقاضى 12 ألف دولار مقابل كل شخص يقتله، مضيفاً بأن 200 شخص من المرتزقة قتلوا خلال الفترة الماضية. الى ذلك سعت الولاياتالمتحدة لحشد التأييد الدولي لتحرك ينهي سفك الدماء في ليبيا في الوقت الذي شنت فيه قوات موالية للزعيم معمر القذافي هجوما مضادا على محتجين يسيطرون على بلدان مهمة قرب طرابلس. وقال البيت الأبيض أن أوباما تحدث أمس الخميس مع زعماء فرنسا وبريطانيا وايطاليا لمناقشة الخطوات والحلول و خياراتهم التي يمكن اتخاذها و كيفية التعامل مع أزمة ليبيا المناهضة للحكومة والتي أودت بحياة 2000 شخص وفق التقديرات الفرنسية، وأضاف أن الزعماء في صدد إعداد محاسبة للحكومة الليبية عن أفعالها . الى ذلك دعا الامين العام للحلف الاطلسي اليوم الى اجتماع عاجل لاعضاء الحلف الجمعة حول ليبيا، وقال “لقد دعوت الى اجتماع عاجل اليوم لمجلس حلف شمال الاطلسي” الذي يضم سفراء الدول ال28 الحليفة “بهدف التباحث حول ليبيا”. واضاف قبيل مشاركته في اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الاوروبي في غودولو (على بعد 30 كلم عن بودابست) “ان الوضع في ليبيا مقلق جدا، وبامكان الحلف ان يتحرك لتسهيل اي خطوة لاعضائه وتنسيقها، في حال وحين يتقرر ذلك”. واكد الامين العام للحلف بعد ذلك للصحافيين في بودابست انه سيعقد اجتماعا بعد ظهر اليوم، واضاف “سالتقي وزراء دفاع الاتحاد الاوروبي لرؤية كيف يمكننا بشكل عملي، مساعدة كل من يحتاجون المساعدة والحد من انعكاسات هذه الاحداث”. من جهة أخرى قال سفراء بمجلس الأمن الدولي إن المجلس يعتزم الاجتماع مساء اليوم الجمعة لتلقي مشروع قرار فرنسي بريطاني لفرض عقوبات على حكام ليبيا بسبب الهجمات المميتة على المتظاهرين هناك، في حين طالبت الولاياتالمتحدة بطرد ليبيا من مجلس حقوق الإنسان قبل جلسة خاصة يعقدها المجلس اليوم لبحث التطورات هناك. وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل إليو ماري اليوم إن مشروع القرار يدعو لفرض حظر على تصدير الأسلحة إلى ليبيا، إضافة إلى فرض عقوبات مالية مع مطالبة المحكمة الجنائية الدولية باتهام الزعماء الليبيين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين غربيين أنه من غير المتوقع أن يصوت المجلس على مشروع القرار خلال جلسة اليوم التي ستشهد عرضا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لأحدث التطورات في ليبيا. ولم تتضح بعدُ الإجراءات العقابية التي يمكن أن يتضمنها المشروع، لكن دبلوماسيين قالوا إنها قد تشمل تجميد الأموال وحظر السفر على الزعيم الليبي معمر القذافي وكبار مساعديه الذين يعتبرون مسؤولين عن القمع العنيف للمتظاهرين والذي خلفت مئات القتلى. كما ذكر مسؤولون أميركيون أن العقوبات قد تشمل فرض حظر طيران على ليبيا لمنع الحكومة من استخدام الطائرات في شن المزيد من الهجمات، إضافة إلى تعليق تراخيص الاستيراد الليبية وتجميد أصول عدد من الليبيين من بينهم أفراد أسرة القذافي وارسال مواد اغاثة انسانية. وكان مجلس الأمن قد اجتمع الثلاثاء الماضي بشأن التطورات في ليبيا، وانتهى إلى انتقاد النظام الليبي بسبب استخدامه القوة ضد المتظاهرين المسالمين. كما دعا إلى محاسبة المسؤولين عن مثل هذه الهجمات، وتعهد بمراقبة الوضع عن كثب. تحديث الساعة 1:41 مساء: أعلن أحمد قذاف الدم الممثل الشخصي للزعيم الليبي معمر القذافي ومنسق العلاقات الليبية المصرية انشقاقه عن النظام، في أحدث تطور من هذا النوع منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام العقيد في 17 فبراير الجاري. وقالت تقارير صحافية إن قذاف الدم قد قدم أمس استقالته من منصبه وطلب اللجوء السياسي إلى مصر، وأوضح أن الإعلان تم من قبل مكتبه الإعلامي، حيث أشارت التقارير نفسها إلى أن قذاف الدم اتخذ قراره بعد مشاورات ومتابعة لما يجري على الأرض، وأنه دعا إلى “جعل ليبيا فوق الجميع والتوقف عن سفك الدماء”. ومضى المصدر قائلا إن قذاف الدم أبدى اعتراضه على الطريقة التي يتم التعامل بها مع الشعب الليبي، وإنه يستعد لتسيير قوافل إغاثة إلى بلاده. وشدد على أنه سيعد بنفسه بيانا في وقت لاحق يوزع على وسائل الإعلام.