يهل علينا اليوم الوطني كل عام لنستذكر فيه تضحيات الأجداد وقصة بناء وطن ، وتشييد صرح أمة ، ونستلهم فيه سيرة قائد هُمام نذر حياته لتوحيد وطنه ، ورفع شأن أمته ، إنه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه . ولاشك أن الكل يجمع على أن الاحتفال بهذا اليوم لابد أن يكون احتفالاً يليق بالأيام الوطنية الخالدة ولكن مايحدث على أرض الواقع مخالف لما في المخيلة الوطنية ، وأصبحت هذه المناسبة تحل كعاصفة استوائية هائجة وكإعصار تسونامي مرعب يشوه الحلم الجميل لهذه الاحتفالية ويفضي إلى حدوث بعض الممارسات غير المنضبطة والفوضوية المزعجة . فلم نكد نفرح بهذا اليوم حتى ازدحمت وسائل التواصل الاجتماعي والصحف الالكترونية بالصور والأخبار التي تشير إلى حدوث بعض التصرفات غير المسئولة والممارسات المستهجنة والاستغلال السيئ لهذه المناسبة مما يعطي انطباعاً سيئاً لقلة الوعي وعدم احترام لهذا اليوم . ومما يؤسف له هو تكرر هذه الحوادث في كل عام وبأشكال مختلفة فمن إغلاق الشوارع ومضايقة السيارات التي تقل العوائل إلى الرقص الماجن وعدم احترام راية التوحيد ، ومما يزيد الطين بِلّة هو محاولة بعض الجهات في إيقاف مثل هذه التصرفات بالقوة الجبرية مما ينتج عنه ضرر أكبر وإصلاح الخطأ بخطأ آخر مثلما حدث عندما قام رجال الهيئة بمطاردة إحدى السيارات مما نتج عنه وفاة قائدها وإصابة مرافقه إصابة خطيرة . ومما لاشك فيه فإن القضاء على مثل هذه التصرفات أو الحد منها لن يتأتى إلا بتعاضد وتكاتفت بين الكثير من المنظومات الاجتماعية والمؤسسية المختلفة ، فمؤسسات التنشئة الاجتماعية الصغرى كالأسرة والمدرسة هي اللبنة الأولى التي يقع عليها العبء الأكبر في خلق وعي ثقافي ومجتمعي يُعنى بأهمية الحفاظ على مكتسبات الوطن واحترام يومه الوطني ، إضافة إلى المؤسسات الاجتماعية الأخرى ذات التأثير المباشر على الجمهور كالمؤسسات القائمة على وسائل الإعلام وغيرها والتي لها دور كبير في إعادة تشكيل الوعي وبناء الشخصية السوية التي تحترم حرية الآخرين عن طريق المساهمة في إعداد البرامج التربوية والتوعوية بما يتناسب مع عقليات جيل التقنية وشباب عصر المعلومات . حسن الشمراني رابط الخبر بصحيفة الوئام: إعصار اليوم الوطني