تطرق كتاب العمدة في الصحف السعودية الصادرة اليوم الخميس للكثير من الموضوعات على الساحة السعودية حيث تناول الكاتب بصحيفة عكاظ صالح الطريقي عن عمل المرأة في المجتمع السعودي وقال : لست أدري ما الذي أغضب الغالبية من عمل امرأة، من المؤكد أنها لا تملك شهادة، وإلا لوجدت عملا أعلى دخلا، مع أن الغاضبين وكل يوم وأمام إشارات المرور يرون نساء يحملن أطفالهن ويرقن ماء وجوههن ويتسولن، أو يجلسن أمام مساجد ليقلن «لله يا محسنين»؟ علي سعد الموسى فكرة أخرى للصوم جرب أن يكون شهر الصوم الفضيل راحة إلزامية من كل ما اعتدت عليه طوال العام من الجداول والارتباطات، وحتى من العادات والتقاليد. جرب أن يكون هذا الشهر الكريم "تحويلة" فجائية من "الأوتوستراد" إلى روضة مختلفة أو قمة جبل أو قاع واد لم تألفه ولم تشاهده من قبل، وهنا أتحدث عن المعنى المجازي لطبائع التغيير في حياتك المعتادة. حاول أن يكون شهرك هذا، وحده من بين كل أشهر العام، إجازة فردية "للانفراد" ولذائذ العزلة. جرب أن تقرأ فيه العناوين من الكتب التي لم تكن خلال العام الطويل من الخيارات، وأن تجادل، ومع الأوراق والكتب وحدها، أكثر الأفكار استفزازا واختلافا مع ثوابتك القرائية. الصوم في إحدى عبره مدخل لتغيير العادة. حاول في رمضان أن تكون هناك مسافة اجتماعية فيما بينك وبين ما اعتدت عليه من دوائر الاتصال المجتمعي. أن يكون فرصة سانحة للاحتكاك الأقل، وللاتصال في أضيق الحدود. ومثلما تصوم المعدة وتظمأ العروق، وترتاح جوارح الإنسان، فليكن صيامك أيضا سكونا اجتماعيا، في الاختلاط والتشابك واللقاءات والمناسبات. حاول أن يكون لسانك في الحدود الدنيا من جمل الكلام، وحاول أيضا أن تعكس كل وظائف الأعضاء الحيوية بتحريك ما كان ساكنا خاملا طوال العام، وتسكين ما كان نشطا ولو مرة لشهر واحد وحيد في عامك الطويل. حاول أن تكون أيام هذا الشهر فترة للهدوء والتأمل. لحركة العيون وسكنات اللسان. اهرب بنفسك إن استطعت في آخر ساعتين من اليوم الرمضاني الطويل إلى جذع شجرة بعيدة، ثم حاول أن تواجه نهايات شمس اليوم في هذه العزلة بسؤال وحيد: ما الخطأ الأخلاقي الذي وقعت فيه طوال العام، وكيف أستطيع تجاوزه؟ ما الجملة الجارحة التي خرجت من لسانك إلى قريبٍ أو صديق أو حتى عابر سبيل، وكيف ستكون وسيلة الاعتذار، وترميم الجسور؟ وقبل أن يؤذن المغرب بلحظات قرر بنفسك أن تصدر "فرمانا" بعفو عام شامل عن كل من أساء إليك، ظنا أو وهما أو حقيقة. وعندما تنتهي من صلاة التراويح، جرب أن تتصل مهنئا بآخر من كنت تتوقع ألا تتصل به من قبل. فهيد العديم في بيتنا مُلحد! بعدما نشرت صحيفة «الواشنطن بوست» تقريرها عن الإلحاد في العالم، وأرفقت معه «خارطة» لنسبة الملحدين أتت نسبة الإلحاد في السعودية من 5 إلى 9% – حسب الواشنطن بوست- وبعيداً عن النسبة التي أعتبرها «مرعبة جداً» في بلد مهد الرسالات، البلد الذي ينظر إليه المسلمون في العالم أنه مركز الالتزام الديني، وهذا لا يعني أنني أعتبر الرقم حقيقياً، فالصحيفة لم تبين كيفية الطريقة التي اعتمدت عليها في إعداد التقرير، فلم تشر إلى استبيان أو أي أداة من أدوات البحث المعرفي، وفي الوقت نفسه لا أستطيع أن أنفي ذلك بالمُطلق، وإنما سأتعامل مع الموضوع كما نتعامل مع «الإسرائيليات» فلا نعتبرها حقيقة جليّة ولا مجرد هراء وسفسطة. حاولتُ أن أصل إلى أي خيط يمكنني من البحث عن السعوديين الملحدين، وكأن أسهل الطرق وأيسرها البحث في موقعيّ التواصل الاجتماعي (توتير وفيسبوك) وبالفعل وجدت يكتب بتعريفه ما يُشير إلى توجهه الديني، وإن كان كل الذين توصلت إليهم يكتبون «بمعرّفات « مستعارة أو ألقاب وليس بأسماء صريحة، وفي محاولتي التحاور معهم كانوا فئتين: فئة تجيب عن السؤال بسخرية وتندر يوحي في رغبتهم بعدم الحديث، والفئة الثانية تعترف بأنها مُلحدة لكن ما أن حاولت أن أعبر بهم لأسئلة فكرية حتى تبين لي نقمهم على المجتمع، وكأنهم اختاروا هذا التوجه كردة فعل عنيفة على المجتمع، أي أنهم لم يتوجهوا للإلحاد لعدم إيمانهم بوجود الله، إنما «بتصورهم» يحاولون لفت نظر المجتمع بهذا «الشذوذ»، بعضهم حاول أن يبين أنه اختار هذا الطريق عن قناعة ويحاول إقناعك بترديد بعض مقولات الفلاسفة القدماء، وأثناء مناقشتهم يتبين لك أن استدعاءهم لهذه المقولات لا يتعدى جلبها من «google» ونسخها وترديدها فقط، واللافت أنك إذا تتبعت معرفاتهم يتضح لك من اهتمامهم وكتابتهم أنهم مازالوا في الثانوية أو على العتبات الأولى من التعليم الجامعي، اللافت أنه متى ما طُرح هذا الموضوع كان التعجّب أولاً، ومن ثم القفز مباشرة للخطاب الديني الوعظي في مجتمعنا، والمطالبة بنقد هذا الخطاب الذي رغم تكثيفه في الجامع والمدرسة والإعلام، رغم ذلك كله نجد الشاب السعودي هشّ فكرياً، والحقيقة أن التركيز على هذا الجانب هو مناقشة جزء من المشكلة التي يتحملها الجميع، فمتى ما أحس الشاب بأن الجميع مشغولٌ عنه وعن قضاياه فإنه سيظل (يفتعل) كل ما يخطر على باله، فقط ليقول «أنا هُنا»! صالح إبراهيم الطريقي ثمة فارق بين حقارة الدخل والمهنة صديقي .. يقول الخبر بإحدى الصحف الإلكترونية «تعمل امرأة (45 عاما) في تنظيف دورات المياه التابعة لمجمع تجاري في الخبر، لتعول أطفالها التسعة، وأن دخلها أو تتقاضى ألفي ريال شهريا من هذه الوظيفة، تعطي منها 300 ريال للسائق». فجاء «هاشتاق» ليعبر من قرأ الخبر عن رأيهم، وكان الغالبية غاضبين ويطالبون بالتدخل السريع، هناك من تحدث عن الميزانيات، وهناك من وصف الأمر بالكارثة متسائلا: هل وصل حالنا أن تعمل مواطنة في تنظيف دورات المياه؟ لست أدري ما الذي أغضب الغالبية من عمل امرأة، من المؤكد أنها لا تملك شهادة، وإلا لوجدت عملا أعلى دخلا، مع أن الغاضبين وكل يوم وأمام إشارات المرور يرون نساء يحملن أطفالهن ويرقن ماء وجوههن ويتسولن، أو يجلسن أمام مساجد ليقلن «لله يا محسنين»؟ صديقي.. إن استثنينا دول الخليج، فكل دول العالم بما فيهم أمريكا التي ميزانية وزارة الدفاع «البنتاجون» السنوية «5 تريليون دولار» أعلى من ميزانية كل دول الخليج مجتمعة بأضعاف، يعمل مواطنوها ومواطناتها في النظافة، لأنه أي عامل النظافة لا يملك شهادة دكتوراه ليدرس بالجامعات، كذلك لا أحد في دول العالم يحتقر هذه المهنة، فلماذا نحتقر هذه المهن ونرى من يعمل بها أقل إنسانية منا؟ ثمة فارق كبير بين دخل المهنة وبين المهنة الشريفة، كل البشر بلا استثناء يودون التخلص من الدخل البسيط، أو إن شئت الحقير، لكنهم لا يرون الأعمال الشريفة ذات الدخل الضعيف حقيرة لا يعمل بها إلا حقراء، فلماذا كل هذا الغضب على عمل امرأة في النظافة؟ بالتأكيد، ستطرح علي السؤال الغبي: «هل تقبل أن تعلم ابنتك/ أختك/ أمك/ زوجتك في هذه المهنة»؟ والإجابة وباختصار: بالتأكيد لا.. والسبب حقارة دخلها، وأتمنى لو أحصل/ يحصلن على دخل أعلى لأعيش برفاهية، ولكن إن لم يكن بيدي شهادة/ قدرات إبداعية، أفضل أن أعمل أعمالا يدوية بسيطة لا تحتاج لمهارة، ليس لأني لا أريد إراقة ماء وجهي فقط، بل لأني أرى أن من يتعود التسول، دائما سينتظر ويرضى بما يقدم له، لأنه قرر وبمحض إرادته أن يكون عالة لا تصنع شيئا. رابط الخبر بصحيفة الوئام: أعمدة الرأي: ثمة فارق بين حقارة الدخل والمهنة