بدأ العد العكسي لموت الكرة الكويتية «اكلينيكيا» بسبب الاجراءات الحكومية التي تمنع الدعم المادي عن اتحاد الكرة منذ اكثر من عامين، ولعل قرار رئيس اتحاد الكرة الشيخ د.طلال الفهد بايقاف النشاط محليا وخارجيا (بعد موافقة الجمعية العمومية يوم 24 الماضي) هو قرار اقل ما يمكن وصفه بالشجاع، كونه يضع الحكومة امام مسؤولياتها تجاه الحركة الرياضية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص. والفهد يدرك قبل غيره ان قرار انسحاب المنتخبات الوطنية من الاستحقاقات المقبلة (والتي كانت «الأنباء» قد انفردت بكتابة الخبر يوم 20 الماضي) له تبعات كارثية على هذه المنتخبات بحسب لوائح الاتحاد الآسيوي والتي تشمل حرمان المشاركة في السنوات المقبلة بالاضافة الى الغرامة المالية الكبيرة، لذا ليس من السهولة تطبيقه وبالاخص على مستوى المنتخب الاول، لكنه في الوقت ذاته يبرهن على عدم الاسراع بالحل رغم الاهتمام السامي من صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد بالرياضة عبر الرسالتين اللتين بعث بهما سموه لانتشال الرياضة وكرة القدم بشكل خاص من الايقاف الدولي ورفع علم الكويت وذلك قبل «خليجي 19» في مسقط وقبل اولمبياد لندن 2012. في المقابل، اذا ما نظرنا الى احوال الكرة في الخليج نجد ان صفقة انتقال لاعب الاتحاد السعودي نايف هزازي الى مواطنه الشباب مقابل 17 مليون ريال تشكل نسبة 75% من مصاريف الكرة الكويتية لمدة عام كامل من اقامة المسابقات المحلية ودفع رواتب المدربين والاداريين والعاملين بالاتحاد واقامة المعسكرات التدريبية والمشاركات الخارجية الرسمية للمنتخبات الوطنية. وعند القطريين نجد انه في عام 2010 دفعت قطر مبلغ 100 مليون دولار فقط من اجل اعداد ملف استضافة كأس العالم 2022، وليس تنفيذ ما جاء فيه، علما ان هذا المبلغ كان سيكفي الكرة الكويتية منذ تلك اللحظة الى ما بعد عام 2022. ويرى مراقبون للشأن الرياضي ومصادر مطلعة انه لا بد على الجمعية العمومية لاتحاد الكرة ان تتحلى بنفس شجاعة الفهد وتتخذ القرار الصعب بايقاف النشاط محليا وخارجيا، حتى تلتفت الحكومة حينها الى الكرة وتسهل من عملية عودة الدعم المادي مادام مجلس ادارة اتحاد الكرة ليس مخالفا للقوانين المحلية وذلك بعد تعديل القوانين الرياضية مطلع العام الحالي، خصوصا ان الجمعية العمومية للاتحاد لا تستطيع «أدبيا» محاسبة الاتحاد عن اي خطأ اجرائي في المسابقات المحلية او سوء نتائج المشاركات الخارجية مادام الاتحاد يعمل من غير اي اموال. ويبقى ان القرار الشجاع بايقاف نشاط الكرة الكويتية قد لا يؤدي بالضرورة الى «موت» الكرة، فهو قد يكون بداية لانتعاشها مجددا خصوصا ان القرارات الحكومية في الشق الرياضي دائما ما تأتي كردة فعل على الاحداث. رابط الخبر بصحيفة الوئام: صفقة هزازي تساوي 75% من قيمة الكرة الكويتية!