تطرق كتاب الأعمدة بالصحف السعودية الصادرة الأحد للكثير من الموضوعات الهامة على الساحة السعودية حيث تناول الكاتب بصحيفة الوطن عبده خال أزمة النقل الجوي التي تحدث في كل عام مع دخول الاجازات ومواسم العمرة وقال انه تتكشف عورة النقل الجوي التي نحاول دائما سترها بالتجاهل أو الدعاء بدخول منافسين حقيقيين ليريحونا مما نحن فيه.وكاد الدعاء يتحقق بدخول المنافس، لولا حدوث عرقلة تم الغمغمة حولها، فلم نعد نعرف سبب التوقف، هل يعود لأسعار الوقود، أم لإبقاء نقلنا الجوي هو الخيار الوحيد لكي لا يفضح أمام المواطن حينما يجرب سواه! صالح الشيحي انتبه.. هذا سعودي! ببساطة شديدة.. كي تعرف مقدار اهتمام الحكومات بشعوبها لك أن تعقد مقارنة واقعية بين الجنسيات الآسيوية، والجنسيات الأوروبية والأميركية، في الميزان العالمي! حسناً؛ دعك من الميزان الرسمي العالمي.. تعال إلى تعاملك اليومي مع هذه الجنسيات في بلادك – أو حتى في بلادها – عندما يقف أمامك مواطن بريطاني أو أميركي، هل هي ذات الحالة حينما يقف أمامك مواطن بنجلاديشي، أو سيرلنكي؟! لنكن صريحين مع بعضنا.. مؤكد أنك ستتعامل بحذر شديد في الحالة الأولى، وهناك – وهذا الواقع – من يتعامل بكل فوقية وتعالٍ مع الحالة الثانية! - "لماذا"؟ – الإجابة على أداة الاستفهام هذه، هي من يوصلك إلى الحقيقة.. الحكومات الأوروبية أو الأميركية تقف مع مواطنيها أحياء وأمواتا – عند الحاجة – بشكل لا يقبل أنصاف الحلول.. بينما الحكومات الأخرى – ربما – لا تعترف بمواطنيها، فضلاً عن أن تعنى أو تعتني بهم – اللهم إلا ما كان للتوظيف السياسي كمواسم الانتخابات وغيرها! ما المبرر لكل هذه المقدمة الطويلة؟! – أتابع بارتياح شديد تعامل حكومتنا مع قضية مقتل المواطنين السعوديين الأربعة في نيجيريا.. وهروب المتهم الرئيس في جريمة القتل.. اهتمام حكومتنا بالمواطنين الأربعة – حتى بعد موتهم – وإرسال لجنة أمنية للتحقيق والتحقق من سبب هروب المتهم، مؤشر إيجابي، وتحوّل كبير لافت ومحمود يكشف قيمة المواطن السعودي خارج بلده.. لك أن تعلم أن الحكومة النيجيرية تشعر بحرج كبير، وعقدت وزاراتها المعنية هناك كالداخلية والخارجية والعدل اجتماعات واسعة متواصلة.. وتم إيداع ضباط السجن في السجن! الخلاصة: ينبغي تعزيز هذا الشعور في نفس المواطن السعودي؛ وراءك حكومة ستدافع عنك.. حتى عندما تكون متهماً ستدافع عنك حتى تثبت إدانتك.. وينبغي في المقابل إيصال رسالة للعالم أجمع، أن المواطن السعودي تقف خلفه حكومة، تدافع عنه، ولا تقبل الاعتداء عليه، مهما كانت المبررات. حفظ الله شعبنا الشهم الكريم، وأعز حكومتنا، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان. شافي الوسعان بيان مثقفي الخليج الشيعة! يُخيل إليَّ – ولعلَّي أكونُ واهماً- أن العقليةَ العربيةَ عقليةٌ متطرفة، وأشعرُ في بعضِ الأحيان أن العربَ كلهم معنيون بقولِ الشاعر: «ونحن أناس لا توسط بيننا... لنا الصدر دون العالمين أو القبر»، والمؤلم أن الوسطيين في كلِّ مجتمعٍ هم الأخفتُ صوتاً، وتتحكم فيهم جهتان متطرفتان، الغوغاء من جهةٍ، والصفوةُ من جهة أخرى، وإذا ما اتفقت هاتان الجهتان حُكِمَ على هذه المجتمعات بالخراب والدمار!، فإنك لو وضعت يدك بشكل عشوائي على أي نقطةٍ من خارطتنا العربية واخترت بلداً من البلدان، لوجدت أن حكومتَه – إلا ما ندر- واقعةٌ بين متناقضين، فهي إما أن تكونَ متسامحةً جداً إلى درجةِ أنها لا تفرقُ بين العمالةِ والرأي، وإما أن تكونَ متشددةً جداً إلى درجةِ أنها لا تميزُ بين المصلحِ والمفسد. ففيما يتعلق بالطائفيةِ والصراعِ المذهبي، فإن دولنا بين مغالٍ في الحديثِ عنها ومنكرٍ لها، فتجد أناساً يتوسعون في الحديث عنها، ويسرفون في تقديمِ الروابطِ المذهبيةِ على أي روابط أخرى، وقد يصلون إلى درجة من التعصبِ هي أشبه ما تكون بالعمالةِ والتآمر على الوطنِ مثلما فعله أحدُ النوابِ في بعضِ المجالسِ الخليجيةِ، عندما قال احتقاراً لدول الخليجِ العربي في معرضِ دفاعِه عن حزبِ الله وإيران: «علينا أن نعي أننا دول صغيرة وغير قادرة على الدخول في الحرب مع الكبار»، والمشكلةُ أن هذا النائب وأمثالَه يجدون من يتسامح معهم ولا يتخذُ إجراءً مناسباً لردعِهم، على اعتبارِ أنه يعيشُ في دولةٍ ديمقراطية!، مع أن الدولةَ التي يدافع عنها ويدين بالولاءِ التامِ لها «إيران» تمنعُ المرشحين العربَ للمجالس البلدية الخطابة باللغة العربيةِ وتعتقلُ المخالفين! بينما هنالك دولٌ أخرى يرادُ لأفرادها إنكارُ الطائفية، وعدمُ الحديثِ عنها ولو من باب المصارحةِ والمكاشفةِ، تحت مبرراتٍ لا تخرجُ في العادةِ عن الخوفِ من تأليبِ الرأي العام، وتفريق الجماعةِ، أو تمزيقِ الوحدةِ الوطنية!، وفي رأيي أن الحكومةَ البحرينية تصلحُ أن تكونَ أنموذجاً للتوسط بين هذا الموقفِ وذاك، فهي قد وضعت خطاً فاصلاً بين ما هو مشروعٌ وغير مشروع، حتى يستبين الناسُ الفرقَ بين الباحثِ عن الإصلاحِ والمتآمر، فتعاملت مع الأول على أنه مواطن يستحق أن تُلبَّى مطالبُه، وتعاملت مع الثاني على أنه خائن يستحق المحاكمة!. عندي أن المبادئ لا تُجتزأ، فالذين يؤمنون بالعدالة والحقوق والحريات ويتحدثون عن المظلوميات بشكل دائم لا يجب أن يقبلوها عندما تأتي منهم إلى غيرهم، ويرفضونها عندما تأتي من غيرهم إليهم، والذين يحاربون الظلم والفساد والاستبداد في مكان، لا يجبُ أن يقفوا مع الظالمِ والفاسدِ والمستبدِّ في مكانٍ آخر، لأن الذين لا يؤمنون بقواعد العدالة لا يجبُ أن يُعامَلوا على أساسِها وقت أزمتهم، وكل الأنانيين والانتهازيين والعنصريين والطائفيين لا يستحقون التعاطفَ معهم ولا مناصرةَ قضاياهم لأن الجزاءَ من جنس العمل!، كما أن الذين يقفون على الحياد حين يكون الظلمُ واضحاً فإنهم في الحقيقةِ يقفون مع الجاني، ولو فتشت في أسبابِ حيادهم، لوجدت أنها ليست أخلاقيةً خالصةً بقدر ما أنها ناتجةٌ عن إحساسٍ بالضعف وعجزٍ في الحيلة وخوفٍ من المآل، ومتى ما شعروا أن الأنظمةَ التي تحكمهم ضعيفةٌ أو أحسُّوا بالقوةِ والأمن والتمكين، فإنهم سيسارعون إلى جني الحصاد، ولن يلبثوا حتى يعلنوا عن مواقفِهم بشكلٍ صريح، مثلما فعلَ حزبُ الله في سوريا، حيث رسب في أولِ اختبارٍ مذهبي بعد أن قطعَ اليدَ التي امتدت إليه في محنته فأعادها إلى أصحابها في القصيرِ تقطرُ دماً، لكن الأكيدَ أن هذا الموقفَ لا يمثلُ كلَّ الشيعةِ في لبنانِ، بدليلِ أن هناك مشايخ شيعة كالطفيلي أدانوا تصرفاتِ حزبِ الله، ووصفوا ما أقدم عليه بالخطوةِ المجنونة، كما أن بياناً أصدره المثقفون الشيعةُ في لبنان اتهموا فيه المهيمنين على مقاليد الطائفة الشيعية في لبنان، إلى جانب أحزاب أخرى، بلعب «دور مركزي في أخذ اللبنانيين إلى مزالق خطيرة ووضعهم في مواجهات مجانية مع بعضهم بعضاً، ومع أطراف شتى في محيطهم العربي»، لكن عتبي الكبير على بعضِ المثقفين الشيعة في الخليج أن مواقفَهم من حزبِ الله وإيران لم تتضح بعد، و مازالوا صامتين على بشاعةِ ما يصلهم من صورٍ وأخبارٍ «تكادُ لروعةِ الأحداثِ فيها... تُخالُ من الخرافةِ وهي صدقُ». عبده خال النداء الثاني: عفريت يا محسنين مع الإجازات ومواسم العمرة تتكشف عورة النقل الجوي التي نحاول دائما سترها بالتجاهل أو الدعاء بدخول منافسين حقيقيين ليريحونا مما نحن فيه. وكاد الدعاء يتحقق بدخول المنافس، لولا حدوث عرقلة تم الغمغمة حولها، فلم نعد نعرف سبب التوقف، هل يعود لأسعار الوقود، أم لإبقاء نقلنا الجوي هو الخيار الوحيد لكي لا يفضح أمام المواطن حينما يجرب سواه! وحقيقة أمر النقل الجوي المحلي تخبر عنه كل التجارب التي مررنا بها بأن الوضع في حالة ترد للغاية، وهذا التردي لا يمكن لمسؤول التحدث عنه، كونه يمس وظيفته، أو يمس جهة تعرقل إتمام بناء صرح النقل بالصورة المأمولة، إذ أن المسؤول يخشى من إلقاء الضوء على المعطل الحقيقي لنهضة النقل فيطير من كرسيه، ولذلك تتم (الغمغمة) على هذا العجز من غير فتح ملفات كل جهة على حدة لمعرفة مكامن القصور أين تكون، وإن لم يكن هذا صحيحا، فنحن بحاجة إلى تنشيط عملية إحياء همم الرجال لتحقيق نقلة نوعية في هذا القطاع الحيوي. ولا أعرف لماذا يتم الصمت حيال تردي النقل الجوي، في حين تقول الإحصائيات إن 25 مليون سائح (ديني طبعا) يصلون للبلد سنويا، ويستقبلهم مطار متداعٍ وخدمات أردى من المطار نفسه. وليصرخ المشاهد للوضع: كيف صمتنا عن تردي هذا العصب الحيوي في أي تنمية استثمارية، مع أن الأرقام تقول إن متوسط النمو في طلب السفر من السعوديين وصل إلى 14%، بينما النمو العالمي مجتمعا يمثل 5%.. وكل الأرقام والوقائع والأمكنة تفضح الواقع ولا أحد تنبس شفتاه بذكر سبب تردي النقل الجوي. وأعتقد أن المسألة ليست في يد جهة واحدة، بل جهات مختلفة، إما عديمة التنسيق، أو أن إحداها تعطل بقية الأهداف بسبب عدم إنجاز الدور الذي أوكل إليها، ومشكلة النقل الجوي أن هناك جهات كثيرة تتخاطف هذا الملف، إما لحفظه أو لنثر أوراقه وتوزيع دمائه بين جهات عديدة، وفي أحيان نسيانه تماما، ولهذا لم تحل هذه المشكلة إلى الآن، وتحول النقل الجوي إلى (كرة شراب) يتم تقاذفه من غير تسجيل أهداف أكثر من فكفكة خيوط الكرة وإعادة تربيطها لمواصلة اللعب! ومع هذا الوضع المتردي لم يتم إلى الآن السماح بخصخصة الخطوط السعودية، ولم يسمح بدخول الناقل الأجنبي، ولم يسمح بإيجاد التسهيلات التي تجعل المستثمر يصر على خوض التجربة بما يتلاءم مع سوق ضخم، ولم يسمح بأن تظهر الشفافية في هذا القطاع، بحيث يشار إلى مكامن الخلل الحقيقية.. ولم يسمح بإظهار حقيقة المطارات وتحملها، وكل في هذا الجانب مغطى، ولهذا تظهر أزمة النقل الجوي في كل حين، سواء في المواسم أو في الأيام العادية. وقد تناولت هذا الموضوع سابقا، وتساءلت: هلا ننتظر علاء الدين مثلا لكي يعطينا مصباحه ونحقق المستحيل، مع أن القضية ليست بحاجة إلى عفريت بقدر حاجتها إلى الشفافية والعمل على تحقيق الأهداف.. يعني هل نحن بحاجة إلى نداء أممي شعاره عفريت يا محسنين. رابط الخبر بصحيفة الوئام: أعمدة الرأي: النداء الثاني: عفريت يا محسنين