بعد زهاء ال (40) سنة من الصدح بالآذان في مسجد الوابلي على مسامع سكان حي الخالدية غرب شارع الوحدة فقدت مدينة بريدة بمنطقة القصيم مؤخرا أحد أقدم مؤذنيها عن عمر ناهز ال (88) سنة أمضى نصفها في المناداة لأداء الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة إلى جانب قيامه بأداء الآذان في الهزيع الأخير من الليل بما يسمى الآذان الأول إلى أن تم إيقافه من قبل إدارة الأوقاف والمساجد ثم يتبعه الثاني لآذان صلاة الفجر . المؤذن الشيخ إبراهيم صالح الوابلي ( رحمه الله ) من مواليد عام 1347ه ومن أهالي مدينة بريدة ، يروي ل( الوئام ) ابنه ماجد إبراهيم الوابلي وهو مدير مدرسة الجزية المتوسطة بحي الفايزية, بألم الفراق على والده رحمه الله : تعاقب على إمامة المسجد أربعة أئمة, مشيراً إلى أن مرحلة تأسيس المسجد بدأت بجهود ذاتية من والده ( رحمه الله) حيث استهلها في وضع حوش بالحي ثم قام الوالد وجمع بعض من أبناءه وأبناء الجيران للصلاة حيث طلب من الجيران أن يصلوا فيه، ثم قام مجموعة من أبناء الحي بطلب أرض لإقامة مسجد عليها وبعدها قام الوابلي بنصب خيمة في المكان المقرر إقامة مسجد فيه وذلك عام 1386ه. وأضاف ماجد الوابلي في حديثه ل “لوئام”: عقب ذلك تم اعتماد هذا المسجد رسميا بعد أخذ موافقة الجيران من قبل إدارة الأوقاف والمساجد في وقتها، وكان الشيخ إبراهيم الوبلي – رحمه الله من حينها كان يتولى جميع ما يلزم من اهتمام بالنظافة والصيانة إلى جانب رفع الآذان، ويضيف الحفيد: “كان من بصمات الوالد البارزة أنه أول من أسس الميكروفون بالمسجد بعد الجامع الكبير ببريدة لأنه في ذلك الوقت كان هناك معارضة من قبل البعض في وضعه حيث أحضره أحد أئمة المسجد الأولين، كما أنه اهتم بمتابعة من لم يصل الفجر جماعة في المسجد وبالتالي يقوم بمناصحته بالتي هي أحسن، كما تميز مسجد الوابلي في إقامة الصلاة بعد تهليل الأذان مباشرة. ويذكر ماجد موقفاً طريفاً في ذلك, وهو أن والده كان يبادر في إقامة الصلاة قبل المساجد الأخرى المجاورة لمسجد الوابلي وعلى إثرها قام بعض أئمة المساجد القريبة بالشكوى للجهات المعنية بالمساجد فأرسلت تلك الجهات لجنة تتقصى حقيقة الأمر فذهبوا إلى المساجد القريبة من مسجد الوابلي ولم يجدوا فيها إلا أعداد قليلة من المصلين ثم حضروا إلى مسجد الوابلي فوجدوه ممتلئ بالمصلين فقالت اللجنة للوالد لقد جمع الله لك بين الأجرين أجر الشكوى الكيدية وأجر كثرة الجماعة بالمسجد. ويضيف ماجد أن والده اهتم في آخر حياته بتوسعة المسجد على نفقته حيث وافاه الأجل المحتوم قبل أن تنتهي أعمال التوسعة والتي يشرف عليها أبناءه الآن. رابط الخبر بصحيفة الوئام: بريدة تودع أقدم مؤذنيها بعد 40 عاماً من الصدح بالآذان