أفرج “الأف.بي.آي” فجر الاثنين عن فيديو دراماتيكي لتكاتف مشترك بين هليكوبتر وعربة روبوت تابعتين للشرطة، وهما منهمكتان لمعرفة ما كان داخل زورق بحري محجوب بغطاء بلاستيكي سميك، عبر تقنية التصوير الحراري من كاميرا في الحوامة، وذراع امتد من عربة – روبوت لإزاحة الغطاء، ثم ظهر أن المختبئ في الداخل لم يكن سوى دجوهار تسارناييف، الأخ الأصغر المنفذ لأحد تفجيرين دمويين ابتليت بهما الولاياتالمتحدة ومدينة بوسطن بالذات. لقطات الفيديو كما بثتها العديد من المواقع الإخبارية، تم تصويرها بكاميرا تلتقط الأشعة السينية المنبعثة حرارياً من الأجسام الحية عادة، فتحصل على صورة لشكل الطيف المرصود، ويظهر لديها نوعه وهيكله، كما يبدو في الفيديو تماما، وهي تقنية معروفة باسم Imaging Technology Thermal وتستخدمها وكالة “ناسا” الفضائية، بالإضافة إلى الطائرات الحربية وأقمار التجسس لالتقاط صور لأشخاص على الأرض محجوبين بغيومها أو بأسطح وأغطية أو بعتمة الليل، وتصوير ما ليس فيه حياة تحت الأرض بتقنية شبيهة تقريبا. وكان مالك البيت والزورق في حديقته بمدينة “واترتاون” القريبة في ولاية ماتساتشوستس 10 كيلومترات تقريبا من بوسطن، لمح من النافذة شابا تسلل بعد الظهر إلى الحديقة واتجه مباشرة ليكشف غطاء الزورق ويختبئ فيه، معيدا الغطاء السميك فوقه إلى ما كان عليه، فأسرع إلى حيث الزورق ليعرف من اندس فيه، إلا أنه وجد دما نازفا على الغطاء ولطخات دموية على الأرض. بسرعة استدرك صاحب المنزل أن الشاب قد يكون من تبحث عنه الشرطة، وهو الأخ الفار الأصغر لتامرلان تسارناييف الذي قتله رجال الأمن في “واترتاون” الخميس الماضي، فاتصل بمكتب “الأف.بي.آي” وبسرعة حاصر الأمن المكان، وبدأ تبادل لإطلاق النار، كان باستطاعة الشرطة حسمه بقتله في الحال، إلا أنهم أرادوه حيا بأي ثمن. ولأن المخاوف ساورتهم بأن يكون دجوهار متمنطقا بحزام ناسف لتفجيره بنفسه على طريقة الإرهابيين، فإنهم اضطروا لتصويره حراريا للتأكد أولا من طبيعة وجوده في الزورق، واضطروا لإزاحة الغطاء بالذراع الممتد من العربة – الروبوت لاستهدافه بطلقات لا تصيبه، ومخصصة لكبحه والسيطرة عليه بعد رفضه الاستسلام حين كلمه أحد عناصر “الأف.بي.آي” من سطح البيت بمكبرة للصوت طوال 20 دقيقة تقريبا. الطلقات، طبقا لقائد شرطة “واترتاون” ادوارد ديفو، هي من نوع Flash-Bang بحشوة غير قاتلة تؤدي عادة لإحداث تموجات ارتدادية تفقد الشخص اتزانه، وبها أفقدوه قواه طلقة بطلقة، فوقع دجوهار في الأسر، لا كمجرم عادي ملزمين بإسماعه حقوقه، بل كأسير حرب بلا حقوق، واليوم الاثنين بالذات سيزوره قاض في المستشفى الذي يرقد فيه ليتهمه رسميا، حتى ولو لم يتمكن من سماع الاتهام. ومع أن بعض وسائل الإعلام الأميركية ذكرت أن دجوهار، البالغ من العمر 19 سنة، قد لا يتمكن من الكلام أبدا في حياته بسبب تعطل حنجرته وتمزق حلقومه من طلقة دخلت في عنقه، إلا أن “سي.بي.أس” التليفزيونية وغيرها بثت أنه أجاب على بعض الأسئلة كتابة أمس، من دون أن تتمكن وسائل الإعلام من معرفة نوعيتها، وأنه وشقيقه كانا يخططان لمزيد من العمليات لولا مقتل أحدهما واعتقال الآخر، إلى جانب أن أعضاء فريق من “سي.آي.إيه” مختص بمعتقلي غوانتنامو، ينوي التحقيق معه أيضا. وظهرت اليوم (الاثنين) أول صور للأميركية كاثرين راسل، أرملة القتيل تامرلان تسارناييف، والأم لابنة منه عمرها 3 أعوام واسمها زهرة، المقيمتان منذ مقتله يوم الجمعة الماضي في بيت عائلتها بولاية رود آيلند، صغرى الولاياتالمتحدة الأميركية. وكانت كانثرين التي تعرفت إليه في أوائل 2009م بكلية “كانا” يدرسان فيها معا، اعتنقت الإسلام وتحجبت بعد زواجه منها، وما زالت تظهر متحجبة إلى الآن، بحسب ما بدت في الصور التي نشرتها بعض الصحف اليوم، ومنها “ديلي ميل” البريطانية. والأرملة من عائلة ميسورة تقيم في فيللا كبيرة، فوالدها طبيب بالجراحة الطارئة ووالدتها ممرضة، ولها شقيقتان تعملان أيضا، وكان التغيير في مسلكها ومظهرها بدأ عليها منذ 2010 م وهو العام الذي يقال إن زوجها بدأ ينقلب من عادي إلى متطرف، ثم “تطور” إلى إرهابي، ثم قاتل جماعي، ومن بعدها قتيل في شوارع البلاد التي جاءها لاجئا قبل 11 سنة، فاستقبلته وفتحت له ذراعيها، إلا أن التطرف أعماه. رابط الخبر بصحيفة الوئام: بالفيديو.. القصة الكاملة لاعتقال الأخ الأصغر المتورط في تفجيرات بوسطن