من خلال استعراض تاريخ السيول خاصَّة في السنوات الأخيرة، ربما تندهش من حجم الأضرار التي تعرَّض لها المواطنون في مركز الأبواء التابع لمحافظة رابغ، بعد أن اجتاحت السيول منازلهم مراراً وتكرارا، وهدَّمتها وهدَّمت المدارس وعرَّضت أبناءهم الطلاب للخطر، فما كان منهم إلاَّ أن اتخذوا بالأسباب وطالبو بلدية محافظة رابغ أن تقوم بما يتوجَّب عليها، لتدرأ عنهم أخطار السيول حفاظا على أرواحهم وأرواح أسرهم وفلذات أكبادهم التي تمشي على الأرض. من جانبها بلدية محافظة رابغ حسب ما أكَّده مواطنو الأبواء إلى هذا التاريخ لم تُنَفِّذ مشروعاً واحداً بمركز الأبواء يدرأ عنهم أخطار السيول، مع أن مشاريع درء أخطار السيول عن المواطنين من أبرز اهتمامات وزارة الشؤون البلدية والقروية، والدليل ما تناقلته وسائل الإعلام وحمل العنوان الأبرز الذي طاف الآفاق” درء مخاطر السيول الأبرز في ميزانيات 260 أمانة وبلدية”، فاستبشر سكان مركز الأبواء خيراً كما استبشر غيرهم من المواطنين. وظنُّوا أن عصر الوسائل البدائية لدرء أخطار السيول قد ولَّى إلى غير رجعة في ظلَّ الميزانيات الضخمة التي تخصصها الوزارة لدرء أخطار السيول عن المواطنين، فقصد مواطنو مركز الأبواء بلدية محافظة رابغ، ولم يخالجهم حينها أدنى شكٍّ أن ما أسمعتهم إياه بلدية محافظة رابغ من وعود بدرء أخطار السيول عنهم ينطبق عليها المثل السائر ” أسمعُ جعجعةً ولا أرى طِحْناً “. وهكذا أخذت السنوات تمضي بعضها آخذٌ برقاب بعض، وبلدية محافظة رابغ لم تُحرِّك ساكناً، وطال الزمان ولم تلُحْ في الأفق بارقةُ أمل، ولم تقُمْ بلدية محافظة رابغ بتنفيذ مشروعٍ واحدٍ لدرء أخطار السيول بمركز الأبواء، يُسجل في سجل إنجازاتها، ونظراً لتباطؤ بلدية محافظة رابغ في درء أخطار السيول عن مواطني الأبواء، والممتد لأجل غير مسمَّى اضطر مواطنو الأبواء ونحن في القرن ال 21 للعودة للطريقة البدائية لدرء أخطار السيول بأنفسهم وعلى نفقتهم الخاصَّة، مثلما بنوا طريقهم على نفقتهم الخاصة فأقاموا عقوما ترابية تدرأ عنهم وأسرهم ومنازلهم أخطار السيول، و ” مُكْرهٌ أخاك لا بطل “ رابط الخبر بصحيفة الوئام: نحن في القرن ال 21.. مواطنوا الأبواء يدرؤون السيول بال “عقوم ترابية”!