أكدت مصادر ( الوئام ) أن الوجود الأثيوبي غير النظامي بات يشكل تهديداً وخطراً لأمن الخليج بصفة عامة ولأمن المواطن خاصة في مناطق جنوب المملكة المنفذ الرئيس لدخول الأثيوبيين عبر عمليات التهريب الجماعية والفردية المنظمة مشيرة إلى أن الأثيوبيين الذين يتمكنون من عبور الحدود السعودية يعمدون إلى ممارسة أنشطة غير قانونية كالعمل في صناعة الخمور وبيع الأسلحة وتهديد الأمنيين بممارسة السرقات والقتل . وأوضحت مصادر ( الوئام) أن عملية تهريب الأثيوبيين تبدأ بعبورهم حدود بلادهم عبر الزوارق إلى بلاد اليمن من جهة باب المندب ، مشيرة إلى أن هذه العمليات غير الشرعية أضحت مصدر قلق بعد أن دخل الحوثيون كعامل محفز لعمليات الهجرة غير الشرعية والمساهمة في تدفقها لدول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية . وأضافت مصادر ( الوئام ) أن الحوثيين باتوا يترصدون الإثيوبيين على الشواطئ اليمنية ويلقون عليهم القبض طالبين منهم فدية تتراوح بين 4 و5 آلاف ريال كشرط لإطلاق سراحهم مشيرة إلى أن الرهائن الأثيوبيين يلجاؤون إلى أقاربهم في الخليج أو بأهلهم في بلدهم الأم الذين يقومون بتحويل المبالغ المطلوبة لحسابات المختطفين في اليمن. وقالت المصادر أنه بمجرد اكتمال عمليات التحويل يعمد الحوثيون لإطلاق سراح رهائنهم ويقدمون لهم المساعدات في التسلل للمملكة عبر المناطق الجبلية الوعرة. وأشارت المصادر إلى أنه بالرغم من عدم توفر إحصائيات دقيقة عن الوجود الإثيوبي غير القانوني في أراضى المملكة إلا أنه غدا أمراً ملحوظاً بخاصة في المنطقة الجنوبية فضلاً عن الذين يتمكنون من التسلل للمدن السعودية الأخرى وبخاصة مدينتى الطائفوجدة. ويعتبر الوجود الأثيوبي غير النظامي من الأمور المألوفة في مدن جنوب المملكة ، فقد كشف برنامج ( الرئيس ) الذي بث مؤخراً حلقة على شاشة ( لاين سبورت) بعنوان ( المهاجر الخطر ) أشارت إلى أن جرائم المتسللين الإثيوبيين بدأت تطفؤ على السطح وأصبحت خطراً يهدد أمن المواطنين والآمنين في تلك المناطق. وكان البرنامج قد تنقل في بعض قرى وهجر المناطق الجنوبية والتقى بمشايخ قبائل ومواطنين أكدوا معاناتهم من وجود المهاجر الخطر الذي اشتهر بين الناس بصناعة الخمور وترويجها بين شباب المنطقة بغرض الإفساد والتكسب المحرم بالإضافة إلى أن هذا الوجود أسهم في نشر أمراض عديدة منها التهاب الكبد الوبائي الذي ينتشر من خلال مواد تصنيع الخمور القذرة . وتشغل الهجرة من منطقة القرن الأفريقي وخاصة أثيوبيا والصومال بال المنظمات الدولية العاملة في المجالات الإنسانية والسكانية . وقال بيزورك ديمسبو مسؤول الاتصال بالمنظمة الدولية للهجرة أن أعداداً من الأثيوبيين يختارون القيام برحلة محفوفة المخاطر لمنطقة الخليج عبر اليمن ، فخلال الفترة من الأول من يناير إلى 30 نوفمبر وصل إلى اليمن 99620 مهاجراً وفقاً للمفوضية السامية للاجئين وعلى سبيل المقارنة وصل 103154 شخصاً في عام 2011م و53 ألف في عام 2010 شكل الأثيوبيون منهم 78% فيما مثل الصوماليون 22%. ويدخل معظم الأثيوبيين كمهاجرين غير نظاميين عن طريق البحر على متن قوارب من جيبوتي والصومال حسبما ذكر تقرير المجلس الدنماركي للاجئين ومنظمة الهجرة المختلطة الصادر مؤخراً بعنوان ( خيارات بائسة : الظروف والمخاطر والفشل في الحماية التي تؤثر على المهاجرين الإثيوبيين في اليمن ). وتعد ندرة الفرص الاقتصادية عاملاً رئيساً في تزايد هجرة الإثيوبيين من بلادهم حيث يتوجهون للمملكة العربية السعودية ودول أخرى بشكل غير شرعي. وتعمل شبكات تهريب من جنسيات أفريقية ويمنية وسعودية في نقل عشرات آلاف الأشخاص من دول القرن الأفريقي إلى اليمن الذي وإن اعتبر مجرد محطة عبور إلى السعودية وبدرجة أقل سلطنة عمان، إلا أنه يستقبل عملياً عدداً كبيراً من المهاجرين الذين يجدون أنفسهم عالقين في هذا البلد الأكثر فقراً في منطقة الشرق الأوسط. وذكر شبان أثيوبيون أن كلفة تهريب الفرد الواحد من داخل الأراضي الأثيوبية إلى جيبوتي ثم إلى اليمن تبلغ 500 دولار فيما قال مهرب في عدن أنه يتقاضى 2000 ريال سعودي، أي حوالى 530 دولاراً مقابل إدخال المهاجر إلى داخل الأراضي السعودية. ويوصف هذا النوع من التهريب ب «المأمون». وتنتشر على الحدود اليمنية -السعودية أنواع أخرى من التهريب الأقل كلفة لكنها أكثر خطورة. ومع حال عدم الاستقرار السياسي والفوضى الأمنية التي يشهدها اليمن على خلفية اندلاع الاحتجاجات الشعبية تفاقمت ظاهرة تهريب البشر والمخدرات والسلاح المزدهرة أصلاً. وتعد المخا وباب المندب على البحر الأحمر مناطق تهريب لكثير من الأثيوبيين الذين يقصدون اليمن بهدف الوصول إلى السعودية وغالبيتهم تتراوح أعمارهم بين 14 و35 سنة. ويؤكد مسؤولون يمنيون وأمميون أن استمرار تدفق اللاجئين والمهاجرين الاقتصاديين من القرن الأفريقي بات مشكلة تقلق اليمن ودول المنطقة. بيد أن ذلك لا يقلل من المشكلة الإنسانية المتمثلة في حال الفقر والبؤس التي يعيشها المهاجرون الذين يتعرض المئات منهم لاعتداءات من قتل وضرب واغتصاب وسلب للمال. وتحفل الصحف الورقية والالكترونية بالعديد من أخبار تسلل عناصر إثيوبية غير نظامية فقد أوردت ( الوئام ) خبراً بعنوان ( القبض على عصابة مسلحة من الأثيوبيين بالفرشة) أشارت فيه إلى أن الجهات الأمنية قبضت مؤخراً على عصابة مسلحة من مخالفي الإقامة من الجنسية الأثيوبية بمركز الفرشة جنوب محافظة حوطة بني تميم ، بعد تلقيها بلاغاً يفيد بوجود خمسة أشخاص من العمالة المسلحة وعلى الفور تم القبض عليهم بدون مقاومة وبحوزتهم رشاش كلاكنشوف ومسدس وتم تسليهم للجهات المختصة لاتخاذ اللازم ، وأشارت الصحيفة إلى أن العمالة الأثيوبية تنتشر بشكل كبير بمزارع وادي برك وسبق أن تم الاعتداء على احد المواطنين بالطعن والضرب. وبات الوجود الأثيوبي مصدر خطر على حياة المواطنين فقد اطلق مواطن نداءاً عبر أحد المواقع الالكترونية دعا فيه المواطنين للقبض على العمالة الإثيوبية الوافدة وتسليمها للشرطة قبل أن يتمكنوا من ذبحكم وتدمير شبابكم حسب قوله. وتأتي مثل هذه النداءات عقب تكرار الجرائم في قرى عسير وجازان ، ففي محافظة بلقرن تبادلوا إطلاق النار مع مواطن ، وفي محافظة بارق اقتحم إثيوبيون منزل مواطنة مسنة برفقة بناتها فيما أصيب أبنها بطعنات جراء محاولته صد المقتحمين. ويبقى السؤال من هو المسؤول وما هو العلاج لظاهرة ( فوبيا الأثيوبيين ) كما أطلق عليها البعض خاصة بعد أن تفاقمت جرائمهم وأصيب المواطنون بالرعب والهلع بعد أن أصبح جنوب المملكة يغص بهم. إذن لا بد من تفعيل دور حرس الحدود السعودي والجوازات في القضاء على هذه بجانب التنسيق والتعاون مع الدول المجاورة للحد من هذه الظاهرة . رابط الخبر بصحيفة الوئام: الحوثيون يصدرون (المهاجر الأثيوبي المخالف) للسعودية