أ ف ب، رويترز - أعلنت الأممالمتحدة في جنيف أمس أن السلطات السورية وافقت على السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى أربعة مواقع، مشيرة إلى أنها تعاني لتوصيل المساعدات الإنسانية لما يقدر بمليون شخص في سورية بسبب تأخر إصدار تأشيرات الدخول وصعوبة الوصول إلى مناطق يعصف بها القتال. وقال جون غينغ مدير التنسيق في مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بعد اجتماع خصص لمناقشة تكثيف المساعدة الإنسانية لضحايا أعمال العنف في سورية «سنكون حاضرين في حمص وإدلب ودرعا ودير الزور كبداية». وأضاف أن بعثات استطلاع لتنظيم وجود الطواقم الإنسانية انتشرت في الثالث من حزيران (يونيو). وبعد انتشارها ميدانياً، ستعمل فرق الأممالمتحدة في هذه المناطق «بتنسيق كبير» مع الهلال الأحمر السوري بهدف تقييم الحاجات إلى المساعدة الطبية. وفي مرحلة أولى، ستوزع المنظمات مساعدة غذائية وطبية وبطانيات وأدوات مطبخ ولوازم مدرسية. كذلك، سمحت الحكومة السورية ل «العديد من المنظمات المحلية غير الحكومية بالعمل مع وكالات الأممالمتحدة». كذلك فإن منظمات دولية غير حكومية تدعم اللاجئين العراقيين في سورية تتولى تنسيق عملها مع الهلال الأحمر السوري لمساعدة السوريين المتضررين من المعارك. وكان كلاوس سورنسن المدير العام للمكتب الأوروبي للعمليات الإنسانية في المنظمة الدولية قال أمس: «لدينا شعور بأننا نعدو خلف قطار تتزايد سرعته. انه قطار المعاناة الإنسانية. برغم تحقيق بعض التقدم فإن الاحتياجات تتزايد يوماً بعد يوم. هناك حاجة للإسراع». وشارك فيصل خباز الحموي السفير السوري لدى الأممالمتحدة في جنيف في الاجتماعات المغلقة. كما شارك رضوان نويصر منسق الأممالمتحدةالإقليمي للشؤون الإنسانية والذي كان يتفاوض مع السلطات السورية في شأن تسهيل وصول المساعدات. وقال سورنسن في مقابلة قبل بدء الاجتماع أن «رضوان نويصر أجرى اتصالات مكثفة جداً مع الحكومة السورية وهو ينتزع أخباراً إيجابية. لكن هذا ببساطة لا يمضي بالسرعة المطلوبة». وأضاف «المأزق الرئيسي هو تأشيرات عمال الإغاثة الدوليين والسماح بالوصول إلى المناطق الساخنة المختلفة وإمكانية السيطرة على تسليم المساعدات.» ووفقاً لوثيقة أعدتها الأممالمتحدة للاجتماع وحصلت عليها رويترز فإن التقدم بطيء لكن من المقرر أن تحقق الأممالمتحدة الآن تواجداً ميدانياً في أربعة مواقع هي درعا ودير الزور وحمص وادلب، مشيرة إلى ان «التركيز الفوري سينصب على توصيل الطعام والدواء والأدوات الصحية والأغطية وأجهزة المطبخ وإصلاح المدارس.» وذكر احدث تقرير لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن البرنامج قدم إمدادات طعام لنحو 250 ألف شخص في سوريا حتى منتصف أيار (مايو) ويهدف إلى الوصول لنصف مليون شخص بحلول منتصف حزيران (يونيو). ويقوم متطوعون بالهلال الأحمر السوري بتوزيع سلات الغذاء العائلية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي والتي تحتوي على أرز وطحين ومعكرونة وزيت طعام وسكر ولحوم معلبة. وذكر تقرير البرنامج أن تقاريراً إعلامية تشير إلى وجود نقص في الخبز في سورية جراء العقوبات المالية وحصاد ضعيف متوقع. وأضاف «لاحظ برنامج الأغذية العالمي أيضاً بعض النقص في الخبز في بعض المناطق في الأوقات التي تجري فيها أنشطة مسلحة لكن المؤشرات تقول حتى الآن أن الخبز لا يزال متوافراً على نطاق واسع.» في غضون ذلك، قال مسؤول تركي أمس إن نحو 3 آلاف لاجئ سوري فروا إلى تركيا في الأيام الخمسة الأولى من شهر حزيران بعد أن تحدث القرويون عن إضرام القوات السورية النيران في مناطق الغابات القريبة من الحدود لإجبار مقاتلي المعارضة المختبئين هناك على الخروج. وتدفق معظم اللاجئين السوريين على إقليم هاتاي الجنوب الشرقي الملاصق للأراضي السورية وهناك نحو 27 ألف لاجئ مسجل في مخيمات أقيم اغلبها في الإقليم. وصرح المسؤول التركي بإن النيران كانت على الجانب الأخر من حدود قريتي جوفيجي وجورينتاس التركيتين.