تناولت الكاتبة السعودية حليمة مظفر، القرار الذي اتخذته جامعة الأميرة نورة بالرياض منذ أيام والذي حذرت طالباتها من لبس البنطلون، وقالت: ليس أمامهن سوى “التنورة” التي اختارت لها ألوانا، ويا ليتها “تفتح النفس” على يوم دراسي مرهق، بل قاتمة لا تخرج عن الأسود أو الكحلي أو الرمادي، تاركة لهن الخيار في اختيار لون القميص. وأضافت في مقالها بصحيفة “الوطن”: بصراحة صدمني الخبر، كنتُ أظن أن نظاما شكلانيا مدرسيا كهذا بات نسيا منسيا، وأن دور الجامعة الأكبر هو تطوير القدرات الفكرية والإبداعية بما يجعل الطالبات يشعرن باستقلالية قادرة على الفرز السلوكي عن قناعة لا عن نظام مدرسي يسلبهن حقهن في أبسط الأشياء: مظهرهن! فإجبارهن على شكل معين لا يعني أنهن فكريا يمثلنه، وأستغرب تحديد ألوان “التنورة” بل ومنع ارتداء البنطلون! فهل المنع انتصار لتوجه يُحرمه على النساء؟! مع العلم أن الجامعة نسائية تماما! كما أن الطالبات يرتدين البنطلون في حضرة عائلاتهن أساسا، إنه ببساطة خيار شخصي، وفرض هذه الوصاية في مرحلة جامعية بطريقة مدرسية على فتيات يتطلعن إلى تكوين شخصياتهن يعوق قدرتهن في تهذيب خياراتهن البسيطة فكيف بالكبيرة! ما المانع من ارتداء البنطلون بمعايير تناسب الذوق العام، كأن يكون واسعا وساترا ولا يخدش هيبة الجامعة؟ كما فعلت جامعة الملك عبدالعزيز بجدة التي لا تُمانع من ارتداء طالباتها البنطلون لكن وفق معايير وهذا هو الأصح، ثم لماذا تُختار لهن الألوان القاتمة للتنورة الجاذبة للحرارة وغير الصحية في بيئة حارة مما يؤدي إلى أمراض كالهشاشة . بصراحة، ألا يكفي أن بناتنا بمراحل التعليم العام الثلاث يدرسن في فصول نوافذها قضبان، ولا يتمتعن برحلات مدرسية ولا برياضة بدنية ويحرمن من حمل قنينة عطر أو مرطب للشفاه، هؤلاء كيف يتناسون طبيعة الأنوثة؟ أليس الأولى مساعدتهن على نمو سوي لهن، أجدى من ازدواجية مشوهة لا تُحمد عقباها واستطردت إن المنع لمجرد الوصاية، لن يصنع أخلاقا ولن يُولد سوى ردة فعل انفعالية غير سوية، فكل ممنوع مرغوب، وحين نعيش في نهاية 2012 مع الكثير من الدراسات النفسية التربوية لكافة المراحل العمرية، فإنه يفترض على المؤسسات التعليمية، خاصة الجامعات، أن تهتم بها.