تسجل قناة العربية حضوراً مميزاًً في تغطيتها للأحداث التي تشهدها مصر حالياً وتظهر مهنية القناة في نجاحها في استقطاب ضيوفها من مختلف أطياف الشعب المصري للإدلاء بوجهات نظرهم في الأحداث الجارية ، حتى أن مذيعيها كانوا يراجعون على الهواء ما يأتيهم من أحداث قبل نشرها في ظل وضع مأزوم تكثر فيه الإشاعات والأخبار الموجهة . و ذهبت قناة العربية إلى أبعد من ذلك وتحملت دور مسئول وشجاع يحسب لها في هذا الموقف من خلال استضافة الشخصيات المؤثرة في الشارع المصري دينيا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا واستغلال تأثيرهم في التحذير من الفلتان الأمني وأعمال السرقة والنهب التي تضرر منها الجميع ، والدعوة لحماية الممتلكات العامة والخاصة وفي مقدمة هؤلاء مخرجين تلفزيونيين ومذيعين ودعاة اسلاميين . مهنية العربية في مصر شهادة إنصاف لها هنا خصوصا أن الكثير يرى أنها تقف على مسافة واحدة م ما يحدث في مصر وتنقل ما يحدث في المدن المصرية بكل حيادية من خلال شبكة مراسلين ليكون لها حضور جذب المتابعين ، وإن كان متابعي القناة يرون أن غيابها عن متابعة سيول جدة افقدها بعضاً من وهجها الإعلامي ، حيث كان الكثيرون يوم الأربعاء الماضي يتساءلون عن غياب الآلة الإعلامية الأكثر تأثيراً في ظل وجود كوادر سعودية في القناة يفترض منها أن تحضر في أحداث جدة بقوة وتزود المشاهد بالمعلومة التي يبحث عنها إلا إن قناة ” أن تعرف أكثر” أدارت ظهرها لماحدث في جدة. في المقابل يرى متابعون أن نشوة الجزيرة بعد أحداث تونس ووثائق المفاوضات الفلسطينية أعطتها دفعة قوية لمتابعة أحداث مصر ولكي تحصد نصيب الأسد من كعكة ” التغيير ” هناك ، أرادت القناة أن تحشد كل طاقاتها في المتابعة ولكن الانتقائية في إيراد الأخبار واللجوء إلى أسلوب التطفيف في نقل الحقيقة جعل الكثيرون يرمون القناة بعدم المهنية خاصة حينما كتبت في شريط الأخبار “يرجى من الناشطين واللجان الشعبية إرسال ما لديهم من أخبار” ليكون ذلك دلالة مهمة على وجود أهداف غير مهنية لقناة الجزيرة من خلال اعتمادها في أخبارها على مصادر غير موثوقة . وذهب البعض إلى أبعد من ذلك من خلال التشكيك في نوايا القناة بأنها لا تبحث عن ريادة إعلامية بقدر ما تسعى إلى الإثارة والتأجيج والتحريض ضد أنظمة عربية بعينها لتحقيق أجندة معينة ويبرهن البعض على ذلك بسكوتها عما حصل في إيران بعد الانتخابات وما فعله المالكي في العراق وحسن نصر الله في لبنان، ودلل البعض على استخفاف القناة بمشاهديها بأنه عندما أغلق مكتبها في مصر أصبحت تقفز على مطالب المصريين وتدعو الجيش المصري إلى حسم الأمور . نجاح العربية في تغطية أحداث مصر سحب الأضواء من قناة الجزيرة وجعل مهنيتها لدى المتابع تحت المراجعة ، إلا أن متابع يرى بأن الجزيرة ستدخل الاختبار الحقيقي في تغطيتها لأحداث يوم الغضب السوري والمحدد بالخامس من الشهر الحالي – السبت المقبل – فالجزيرة التي تعود ملكيتها للعائلة الأميرية في دولة قطر تلاحق بتهمة لعب أدواراً سياسية لدولة قطر التي ترتبط مع سوريا بعلاقة وثيقة بعكس الحكومة المصرية التي رأت أن الجزيرة تمارس دوراً مشبوهاً في الأزمة فقررت طردها خارج مسرح الأحداث وإغلاق مكاتبها وسحب تراخيص العاملين فيها.