قال الدكتور منصور المزروعي رئيس قسم الأرصاد والمشرف على مركز التميز لأبحاث التغير المناخي في جامعة الملك عبد العزيز في اتصال هاتفي مع الوئام أن ما شهدته محافظة جدة يوم الأربعاء الماضي كان حالة مناخية متطرفة جدا تعرف في علم الأرصاد بالانفجار السحابي، والذي يقصد به هطول أمطار شديدة بمعدلات مرتفعة وفي فترة زمنية قصيرة جدا، وقال المزروعي أن القياسات التي سجلها مرصد الجامعة بلغت 111 مليمترا وهو رقم قياسي لم يسجل من قبل . وحذر الدكتور المزروعي من أن المملكة قد تكون معرضة بشكل عام لهذه التغيرات المناخية المتطرفة والفجائية، ولكن يعتقد أن المدن الساحلية والمناطق الجبلية المجاورة لها بالأخص قد تكون أكثر عرضة للتغير المناخي، ويعزو ذلك لأن المملكة محاطة بمصادر مائية تحتوي على طاقة كبيرة تغذي الغلاف الجوي بالرطوبة من معظم الجهات وأكبر هذه المصادر هو المحيط الهندي وبحر العرب، كما أن البحر الأحمر وبالرغم من صغر عرضه مقارنة ببحر العرب والمحيط الهندي المجاور إلا أنه شهد خلال السنوات القريبة الماضية وهذا العام تكون أعاصير مائية قوية شوهدت في مناطق مختلفة في شمال وجنوب جدة، بل إن معظم التكونات للسحب الرعدية القوية والتي لها تأثير قوي على البنية التحتية لشدة أمطارها منشؤها كان على البحر الأحمر وكان التسخين فقط خلال الأسبوعين الماضيين لأمطار الأربعاء الماضي كان أكثر من 1 درجة مئوية فوق المعدل. وقال المزروعي أنه كان قد حذر في تصريحات صحافية إبان كارثة جده السابقة إنه نتيجة لهذه التغيرات المناخية فإن التخطيط الحضري لمدينة جدة لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار التطرف الحاصل في هذه الظواهر الجوية، مع اعتماد كميات أمطار قد تصل إلى 100 ملليمتر تلافياً لحدوث كوارث بيئية مستقبلية. ونبه إلى أنه لابد من زيادة الوعي الإعلامي للمواطنين بهذه الظواهر من خلال النشرات الجوية في القنوات المرئية والمسموعة والمقروءة.