تحدث الكاتب خلف الحربي مخالفة الموظف المفصول لا تشكل شيئا أمام مخالفات بعض الموظفين الذين لا يفكر أحد بفصلهم!، وقال “لا دخان بلا نار.. ولا نار بلا زيت!.”وتعجب الحربي في مقاله من تجاهل شركة أرامكو طبيعة التغيرات الكبيرة التي شهدها المجتمع، بعد أن من الله علينا بنعمة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وأكد أنه توقع أن كشفها عن أدق تفاصيل فضيحة رشاوي تابكو لا يعدو كونه مسألة وقت؟!، ولكن الذي حدث هو العكس، وقال “في البداية (طنشت) الشركة العملاقة كل ما قيل بخصوص هذه الفضيحة المجلجلة، وحين لاحظت أن الكتابات الصحفية تحولت إلى ما يشبه الإلحاح أصدرت بيانا هزيلا لا يساوي حبر الطابعة التي أنتجته، وملخصه أن كل ما حدث هو خطيئة موظف تم فصله عام 2009 لأسباب ليس علاقة بهذه القضية!.” وأضاف أن أرامكو قالت في ذلك البيان إنها تجري تحقيقا داخليا بخصوص هذا الموضوع، وبدعة التحقيق الداخلي سبق أن أتحفتنا بها مؤسسة الخطوط الحديدية حين بدأت حوادث القطارات، وأنتم تعلمون بالطبع أنه لا يوجد في هذه الدنيا شيء أجمل أو أمتع من أن يحقق الإنسان مع نفسه، ولكن الفارق بين التحقيقين الداخليين أنه في قضية السكك الحديدية تدخلت هيئة مكافحة الفساد، وأجرت تحقيقها المستقل ونشرت نتائجه، أما في حالة أرامكو فيصعب على الهيئة أن (تتدخل) حتى عند مواقف سيارات الموظفين!. وتساءل مستنكراً هكذا هي أرامكو قلعة حصينة لا تعرف ما الذي يدور في داخلها؟، كل ما نعرفه أنها الشركة العملاقة التي (تكد) علينا!، وبالتالي، علينا أن نستحي فلا نزعجها أو نعكر مزاجها بالأسئلة، وخلال عقود من الزمان رسمت أرامكو لنفسها صورة استثنائية في الخيال الشعبي تظهر فيها بمظهر الشركة ذات الأنظمة الإدارية الصارمة التي يصعب تجاوزها، وما زال الكثير من موظفيها يفخرون بأنهم (تربية أرامكو)!، ولكن يبدو أن العمر له أحكامه، حيث لم تعد تربية أرامكو كافية لمكافحة فساد بعض ضعاف النفوس من موظفيها، وأكبر دليل على ذلك حكاية الموظف المفصول التي حاولت أرامكو في بيانها أن (تلبسه) كل القضية، متجاهلة أن بيانها يكشف عن ثغرات إدارية مكنت هذا الموظف من تلقي الرشوة دون أن يكشفه أحد، إلى درجة أنه فصل لسبب لا علاقة له بفضيحة الرشاوى. وبخصوص الآليات التي تتبعها أرامكو لمحاربة الفساد، ختم قائلاً “يفترض أنها أسست أنظمة عمل متقدمة لا يمكن أن يتم تجاوزها بهذه الطريقة السهلة، ولكن بعد هذا البيان اتضح أن كل ما كان يقال عن مهنية أرامكو غير صحيح، بل هي معقل بيروقراطي تقليدي أكثر تخلفا من بعض الإدارات (اللي ما تخفاكم)، حيث لم يظهر أي مسؤول كبير في أرامكو ليواجه وسائل الإعلام ويشرح للجميع حقيقية الأمر، بل اكتفت بإصدار بيان غامض يتحدث عن موظف غامض ومفصول.. مع وعد أكثر غموضا بتحقيق داخلي لن يعرف نتائجه أحد!.”