غزة-الوئام: أثارت تفاصيل قصة الشاب إيهاب أبو ندى (18 عاماً) الذي أقدم على حرق نفسه احتجاجاً على الفقر والبطالة، موجة غضب وانتقادات عارمة، كانت ساحاتها مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة المعلومات الإلكترونية “إنترنت”.وسارع عشرات بل مئات الشبان والفتيات بوضع صور لوالد الشاب وهي يبكي ممسكاً ببطاقة هوية ابنه، في حين وضع آخرون تعليقات منتقدة للوضع القائم، ولاستمرار الحصار، مطالبين بالانتباه لمعاناة الشباب، خاصة العاطلين عن العمل. الصحافية والكاتبة نسرين موسى، كانت من أبرز المعلقين على وفاة الشاب، حيث وضعت صورة والده، وتحتها عبارات المواساة، وطلبت منه أن يحافظ ما استطاع على حياة باقي أبنائه.وآثرت موسى اللجوء لعبارات التندر تعقيباً على الحادثة التي وصفتها ب”الفاجعة”، حيث قالت في تعليق آخر لها على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “سنحرق أنفسنا وصولاً لذروة الإحساس بنشوة الدفء”. وأكدت موسى أنها لم تستغرب أو تستهجن ما أقدم عليه الشاب المذكور، فهذا التصرف من وجهة نظرها طبيعي بعد وصول الشبان لحالة يأس كبيرة. وأوضحت موسى أن حال الشباب في القطاع المحاصر بلغت حداً لا يمكن احتماله، فالخريجون بالآلاف بلا عمل، والفقر والحرمان ينهش عشرات الآلاف من العائلات.حسبما ذكرت الايام الفلسطينية. ولم تستبعد موسى مزيداً من الحوادث المماثلة مستقبلاً، مطالبة الإعلام باستغلال الحادثة وتسليط الضوء عليها، للعمل من أجل المساهمة في رفع الحصار، وحث الجهات المعنية للانتباه لمعاناة الشباب. أما مريم حامد، الناشطة ومديرة الشبكة العربية لتبادل حرية التعبير، فرغم معارضتها لمثل هذه الأفعال المرفوضة دينياً واجتماعياً بحسب رأيها، إلا أنها أشارت إلى أن اليأس والفقر قد يدفع الشباب للانتحار. وقالت حامد: “الانتحار يكون هو آخر سلاح يستخدمه الشاب الفلسطيني، ليعبر عن تذمره من الوضع، خاصة بعد محاولات الاحتجاج الكثيرة، التي لم تلق آذاناً صاغية”.وأكدت حامد أن الحادثة المذكورة، لم تكن الأولى من نوعها، فقد سبقتها حوادث مماثلة، ولكن لم يفلح الإعلام بتغطيتها أو ربطها بالواقع، وصنفت على أنها حوادث فردية، أو انتحار ناجم عن أمراض نفسية.