بغداد- الوئام- وكالات:مازالت القوات الأميركية تواصل البحث عن أحد جنودها الذي خطف على يد مسلحين أثناء زيارته لزوجته العراقية وسط العاصمة بغداد. وبعد مرور أكثر من أربع سنوات، ما زال أحمد قصي الطائي الذي يقيم بولاية مشيغان والمولود في العراق العسكري الأميركي الوحيد الذي ما زال مفقودا في هذا البلد. ومع اقتراب انتهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق بحلول نهاية العام الجاري، قررت الوحدة العسكرية التي ينتمي إليها الطائي البحث عنه وعن 12 مدنيا مفقودا آخر، ومن بينهم سبعة أميركيين. وكانت عمليات الخطف من أجل الحصول على فدية أو لدوافع سياسية، ومعظم ضحاياها من العراقيين وكذلك من الأجانب، أمرا شائعا بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، قبل أن يتدهور الوضع الأمني بشكل خطير بعد تفجير مرقد شيعي في مدينة سامراء شمال بغداد عام 2006. ورغم تحسن الوضع الأمني في العراق وتمكن القوات الأميركية والعراقية من الوصول إلى الكثير من المناطق الخطرة سابقا، فإن مصير الطائي والمفقودين الآخرين ما زال غير معروف. وكان الطائي الذي عمل مترجما للجيش الأميركي قد خطف في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2006، ووفق الجيش الأميركي فإن أسرته تلقت طلبا من مسلحين بدفع فدية بعد أسبوع من خطفه. وأضاف المصدر نفسه أن أحد أقارب الطائي قابل أعضاء جماعة كانت تقف وراء عملية الاختطاف، وعرضوا عليه فيديو يظهر رجلا زعموا أنه الطائي الذي كان عمره 41 عاما آنذاك، لكن أقاربه طالبوا الخاطفين بدليل قوي على أنه ما زال حيا. وينفي انتفاض قنبر المتحدث باسم حزب المؤتمر الوطني العراقي بزعامة أحمد الجلبي -وهو عم الطائي- تلقي أسرته أي مطالب بفدية، لكنه قال إن سلسلة مفاوضات أجريت مع وسطاء. وكانت آخر مرة شوهد فيها الطائي بعد أربعة أشهر من خطفه بشريط فيديو بثته ما تسمى عصائب أهل الحق الشيعية على الإنترنت. وكان الطائي تجاهل تحذيرات أسرته بعدم الخروج من المنطقة الخضراء المحصنة جيدا، وكان يذهب لرؤية زوجته التي تسكن حي الكرادة وسط بغداد. وقد خطف أثناء ذهابه لجلب زوجته من بيت عمها بذلك الحي على يد مسلحين كانوا يختبئون في مبنى مهجور. وقد شن الجيش الأميركي حملة بحث واسعة فور خطفه في حي الكرادة ومدينة الصدر ببغداد، وتمكن من اعتقال أربعة خاطفين بعد عدة أيام. لكن الطائي كان قد سلم إلى جماعة أخرى ونقل إلى جنوب العراق، وفق مصادر مطلعة على القضية. وبعد العثور على رفات طيار البحرية الأميركية مايكل سبيشر الذي أسقطت طائرته الليلة الأولى من حرب الخليج عام 1991، بات الطائي -وهو مسلم سني- العسكري الوحيد الذي ما زال مفقودا بالعراق. وإضافة إلى الطائي، ما زال الجيش الأميركي يبحث عن سبعة مدنيين أميركيين وأربعة من جنوب أفريقيا وبريطاني.