سلمت مجموعة «عصائب أهل الحق»، وهي مجموعة شيعية مسلحة تتهمها واشنطن بتلقي الدعم من إيران، جثة بالخطأ إلى القوات الأميركية على أنها لمتعاقد أميركي من أصول عراقية خُطف مع آخرين عام 2006، وهي الجثة الخطأ الثانية التي تُسلمها المجموعة خلال العام الحالي باعتبارها جثة هذا المتعاقد. وأكد القيادي في حزب «المؤتمر الوطني العراقي» انتفاض قنبر، وهو أيضاً خال المتعاقد المختطف أحمد قصي الطائي، أن «الأميركيين أبلغوني قبل أيام بأن نتيجة اختبار الحمض النووي كشفت أن الجثة ليست جثة ابن شقيقتي الذي اختطف من منطقة الكرادة وسط بغداد قبل خمسة أعوام». وأوضح ل «الحياة» إن «القوات الأميركية كانت أبلغتني قبل نحو أسبوعين أنها تسلمت من عصائب أهل الحق جثة يفترض أنها تعود إلى ابن شقيقتي، لكن الأميركيين لم يكونوا متيقنين، فقالوا إنهم سيقومون بإجراء اختبار الحمض النووي للتأكد... وفي اليوم التالي تلقيت اتصالاً من مسؤل رفيع في الحكومة يتولى التفاوض مع جماعة أهل الحق أكد لي أنه سلم جثمان الطائي إلى الجانب الأميركي». وكان الطائي اختطف في تشرين الأول (أكتوبر) 2006 من حي الكرادة الشرقية وسط بغداد. واتهم حينها مجيد القيسي المُكنى «أبو رامي» صديق شقيق الزوجة الثانية للطائي، وهو بعثي سابق عمل فترة مع «جيش المهدي» وطرد قبل اربعة شهور من الحادث وكان يسيطر آنذاك على 300 مسلح، بحسب مصادر. وفي نهاية آذار (مارس) الماضي، أطلقت «عصائب أهل الحق» التي يتزعمها رجل الدين المنشق عن «التيار الصدري» قيس الخزعلي سراح عيسى سلومي (60 سنة) وهو متعاقد يعمل مع الجيش الأميركي، مقابل الإفراج عن عدد من قيادات المنظمة المحتجزين لدى القوات الأميركية والعراقية. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية حينها أن المتعاقد الذي اختفى في كانون الثاني (يناير) الماضي في العراق عاد إلى الولاياتالمتحدة في 25 آذار (مارس) الماضي، كما تبنت الجماعة خطف خمسة بريطانيين في 29 ايار (مايو) 2007 لم يفرج سوى عن واحد منهم حياً في 30 كانون الأول (ديسمبر) 2009. وتعد هذه الجثة الثانية التي تسلم إلى القوات الأميركية على أنها جثة الطائي بعدما سلمت «العصائب» في آذار (مارس) الماضي بقايا قالت إنها له، واثبتت الفحوصات أنها ليست كذلك. ودعا قنبر «جميع المجموعات المسلحة وغير المسلحة إلى تقدير الوضع الإنساني الذي تمر به العائلة والتعاطف معها بمساعدتها في العثور على جثة المفقود أو الاستدلال على مكانها لإنهاء هذه المعاناة». وكان مصدر حكومي رفيع قال ل «الحياة» في ايار (مايو) الماضي إن ملف التفاوض حول المختطفين لدى «عصائب أهل الحق» نُقل من مستشار رئيس الوزراء سامي العسكري إلى مدير مكتبه طارق نجم السعدي، كما أكد المصدر عقد لقاء مباشر بين السعدي والخزعلي في نيسان (أبريل) الماضي في إيران. وتركز الحوار على إطلاق المعتقلين من عناصر «العصائب» لدى القوات الأميركية والعراقية مقابل تسليم عدد من المختطفين كخطوة أولى تمهيداً للانخراط في العملية السياسية.