الرياض- الوئام: تحولت رقصة “السامبا السعودية” إلى ظاهرة فرضت نفسها بقوة على الساحة الفنية فأصبحت الأكثر انتشاراً وتأدية بين الشباب السعودي في المواسم والأعراس والاحتفالات الوطنية، لا سيما بين الطلاب المبتعثين الذين دأبوا على عرضها كفلكلور وطني خلال الأيام الثقافية التي تقيمها جامعاتهم المختلفة، وذك بمساندة إعلامية قوية من أدوات الإعلام الجديد، حيث تعتبر الرقصة هي العرضة الأكثر حضوراً في وسائط الإنترنت مقارنة بأي رقصة سعودية أخرى. وتؤدي الرقصة بشكل جماعي، تصاحبها موسيقي ذات إيقاع سريع، حيث ينتظم المؤدون لها في ثلاث صفوف يشرعون بعدها في التحرك بخطوات منتظمة وجماعية مصاحبة للموسيقى تارة نحو اليمين والشمال وتارة للأمام والخلف، لتنتهي الوصلة بتحرك دائري ومن ثم العودة مرة أخرى لنفس المكان، وتعتبر الرقصة تطورا شكليا ومضمونيا لرقصة ال”الخطوة” التي تعتبر أشهر الرقصات التراثية بجنوب السعودية، حيث قام عارضوا هذه الرقصة برفع وزن الإيقاع عبر إدخال موسيقى سريعة أدت إلى تطوير بعض الحركات لتواكب الإيقاع الجديد. وبالرغم من أن “السامبا السعودية” اكتسب شهرة واسعة، تجلت في حضورها اللافت بين الشباب السعودي، إلا إنها لم تسلم من الانتقادات اللاذعة من الشباب أنفسهم الذين اعتبروا الرقصة تهديداً للفلكلور الشعبي وخطراً يحدق بالموروث الثقافي للشعب السعودي، وشككوا في ديمومتها واستمرارها، واعتبروها ضيفاً ثقيلاً سيرحل غداً أو بعده. شاب سعودي أكد أن “السامبا السعودية ” عبارة عن ظاهرة للفت الانتباه وحالة استيلابية لشرائح من الشباب لم تتسلح بما يكفي من العدة الثقافية. فيما نعى اخر الحالة الفنية الراهنة للتراث الشعبي لكونه سمح لأجناس موسيقية ورقصات دخيلة بالتغلغل داخل المجتمع وعرضها في الخارج على أنها فلكلوراً وطنياً، معتبراً أن الجنادرية هو النافذة الوحيدة التي يطل منها التراث الشعبي على الناس، لذا لا بد من تفعيل نوافذ أخرى تساعد في خلق هوامش للتفكير في راهن ومستقبل هذا التراث الشعبي، وما يكتنزه من أنماط وأشكال تعبيرية. ولكن آخرين يعتبرونها أمراً طبيعياً يعكس تفاعل الشباب مع كل ما هو جديد، وذلك في محاولة منهم لإعادة بلورة التضاريس الفلكلورية للتراث السعودي بعيداً عن الاستنساخ الكلي عبر إعداد بنية ثقافية تتغير حسب المناخ المحلي.