واشنطن-الوئام: وقع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، على أمر وصف ب”السري” يجيز تقديم دعم لمقاتلي المعارضة السورية، وفق ما أدلت به مصادر أمريكية مطلعة لCNN، الأربعاء، في تحرك يأتي وسط دعوات تطالب واشنطن بتسليح المعارضة، التي تتصدى لحملات عسكرية أطلقها نظام الرئيس بشار الأسد، لسحق انتفاضة شعبية مناوئة له منذ 17 شهرا. وذكرت المصادر أن الأمر السري يتيح لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي ايه”، وأجهزة أمريكية أخرى، تقديم المساعدة لمقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة بنظام الأسد، إلا أنه لم يتضح طبيعة هذا الدعم، خصوصاً بعدما استبعدت واشنطن مراراً تسليح المعارضة السورية، واكتفت بتقديم مساعدات أخرى “غير فتاكة” كأجهزة اتصالات. كما لم يتضح توقيت توقيع الرئيس الأمريكي لهذه التوجيهات التي كشفت عنها المصادر الأربعاء.وأوضحت المصادر المطلعة للشبكة، أن واشنطن تتعاون مع دول تزود المعارضة بالسلاح، كالسعودية وقطر، كما تعمل على تزويد مجموعات المعارضة بمعلومات استخباراتية عن تحركات القوات السورية.وتبرر الولاياتالمتحدة امتناعها عن تقديم أسلحة للمعارضة السورية جزئياً إلى افتقارها لمعلومات كافية بشأن العناصر التي تقاتل بين صفوفها.وكانت الإدارة الأمريكية قد تعهدت بزيادة مساعدة المعارضة السورية في خضم فشل مجلس الأمن الدولي، الشهر الماضي، في التوصل لاتفاق على فرض عقوبات أكثر صرامة ضد نظام الأسد، الذي يتصدى لانتفاضة شعبية بحملات عسكرية واسعة النطاق، قتلت وشردت عشرات الآلاف، بحسب إحصائيات دولية. كما أجازت الخزانة الأمريكية، الأسبوع الماضي، رخصة تسمح ل”مجموعة الدعم السورية – واشنطن” تقديم مساعدات مالية مباشرة إلى “الجيش السوري الحر”، المكون من جنود انشقوا عن النظام. ومؤخراً، حض خبراء أمريكيون مختصون في الشؤون الخارجية إدارة أوباما لزيادة دعمها للمعارضة المسلحة.وشدد اندرو تابلر، من معهد شؤون الشرق الأدنى بواشنطن، أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، على ضرورة بدء الولاياتالمتحدة في تسليح المعارضة السورية، لكن تحت ظروف محددة. وأضاف تابلر: “بالنظر إلى مسار الصراع، أعتقد أننا بحاجة إلى تقييم أي الجماعات علينا تسليحها في هذه المرحلة، وإتخاذ القرار.”وتابع: “اعتقد أن علينا اتخاذ هذا القرار بالنظر إلى المسار الذي يتجه إليه الصراع.” وبدوره، أوصى مارتين انديك، سفير الولاياتالمتحدة السابق لدى إسرائيل، والخبير بمعهد “بروكينغ” بتسليح المعارضة، لكن “بحكمه”، مضيفاً: “نحن بحاجة لأن نقوم بالدعم على هذا النحو: أولاً علينا فهم من نقوم بدعمه وما هي دوافعه.” ويشار إلى أن الخارجية الأمريكية رصدت، الأربعاء، مساعدات “غير فتاكة” بقيمة 25 مليون دولار للمعارضة، بجانب 64 مليون دولار خصصتها كمساعدات إنسانية للشعب السوري.