وقع الرئيس الأميركي باراك أوباما وثيقة سرية تسمح بتقديم المساعدة لمقاتلي المعارضة السورية، في ما يشكل خطوة في اتجاه التخلي عن "الحذر" في التعامل مع الساعين للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد. وجاء الكشف عن هذه المذكرة بينما رأى خبراء أميركيون في مجلس الشيوخ أنه يتوجب على واشنطن أن تزيد من دعمها للثوار من خلال تقديم أسلحة ودعم جوي لهم، لترسم "بوضوح" لنظام الأسد "خطا أحمر" لا يجوز تجاوزه تحت طائلة تدخل عسكري. وأفادت محطتا "إن بي سي" و"سي إن إن" نقلا عن مصادر لم تحدداها أن توقيع أوباما جاء في إطار ما يعرف ب"التقرير الرئاسي" وهي مذكرة تجيز لوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أيه" القيام بتحركات سرية. لكن مسؤولين في البيت الأبيض رفضوا التعليق على هذه المعلومات، من دون أن يستبعدوا أن تكون واشنطن تقدم لقوات المعارضة السورية المزيد من الدعم في مجال الاستخبارات مما تم الإقرار به. ومن جهتها قالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن قدمت ما مجموعه 25 مليون دولار من المساعدات ذات الطابع غير القتالي إضافة إلى 64 مليون دولار على شكل مساعدات إنسانية للمناطق التي شهدت تدهورا شديدا في أوضاع السكان في سورية بسبب استمرار القتال. من جهته قال السفير مارتن آنديك مدير السياسة الخارجية في معهد بروكنجز إنه يتفق مع الرأي القائل إن تأجيل تقديم المساعدات العسكرية لم يعد أمرا حكيما بالنظر إلى تطور الأحداث في سورية. وأضاف "إن قرار تقديم تلك المساعدات يجب أن يأتي في وقت قريب بل وقريب جدا".