ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن الساعدي القذافي الابن الثالث للزعيم الليبي معمر القذافي يعيش حياة مترفة في النيجر التي فر إليها بعد سقوط نظام والده في ظل رفض حكومتها تسليمه إلى ليبيا.ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وآخرين من النيجر أن الساعدي (39 عاما) تحت الإقامة الجبرية في منزل فخم في العاصمة نيامي ضمن حي راق قرب السفارتين الأميركية والفرنسية. وقال أصحاب مطاعم ونواد ليلية وصحافيون محليون إنه منذ وصول الساعدي إلى النيجر وهو يعيش حياة عادية ويتناول الطعام ويسهر في مطاعم ونواد ليلية حتى الصباح. ولكن في الأشهر الثلاثة الأخيرة طلبت منه حكومة النيجر البقاء في منزله بعد تصريحات أدلى بها وقال: إنه على اتصال مع موالين لوالده ويسعى لاسترجاع السلطة في ليبيا. وقال صاحب مطعم «ريكو» في العاصمة: إن الساعدي لم يأت منذ بضعة أشهر بعد أن كان يأتي بشكل منتظم ما يشير إلى أنه فعلا رهن الإقامة الجبرية. وترفض حكومة النيجر تسليم الساعدي للحكومة الليبية وتقول إنه لن يحظى بمحاكمة عادلة على الرغم من إصدار الانتربول مذكرة بحقه. ومايزال القذافي يتمتع بشعبية واسعة في النيجر حيث قام باستثمارات بملايين الدولارات في البلاد وغيرها من الدول الأفريقية التي قدم لها مساعدات بالإضافة إلى فرص عمل لحوالي 100 ألف شخص من النيجر في ليبيا. ولكن الصحيفة ذكرت إن ثمة إشارات إلى أن حكومة النيجر سئمت من القذافي وتسعى الى لعلاقات طيبة مع ليبيا على الأخص بسبب اعتماد الكثير من سكان النيجر على العمل هناك. وقال وزير العدل مورو أمادو إن بلاده مستعدة لتسليم الساعدي إلى المحكمة الجنائية الدولية في حال توجيه اتهامات له، على الرغم من أنه على عكس شقيقه سيف الإسلام لم توجه المحكمة أي اتهامات للساعدي القذافي. في هذا الوقت، اكد البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء ليبي في عهد معمر القذافي براءته خلال لقاء مع عدد من الصحافيين في محبسه في العاصمة طرابلس أذيع أمس، نافيا أن يكون قد تعرض لمعاملة سيئة منذ سلمته السلطات التونسية الأسبوع الماضي. وأضاف البغدادي أنه ليس مذنبا وانه على استعداد ليحاكم من قبل الشعب الليبي، مؤكدا أنه حريص على ظهور الحقيقة.وعما إذا كان قد بقى مواليا للنظام الليبي السابق حتى سقوطه، أوضح أنه كان يخشى أن تصبح ليبيا مستعمرة، مشيرا الى أن النقطة السلبية في الثورة الليبية كانت التدخل الأجنبي في ليبيا.