ليس غريبا أن يهرع أبناء هذا الوطن إلى شاشات الإخبار وهم غير مصدقين خبر إعلان وفاة رجل عظيم ألا وهو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله فقد كان نعم الأب والأخ لكل المواطنين، مثلما كان عضداً وسنداً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله فقد كان يرحمه رجل الأمن الأول في المنطقة العربية فقد جعل من المملكة رمزاً يشهد له حول العالم لاستتباب وانتشار الأمن في ربوعه حيث تولى وعلى فترات متواصلة مسؤوليات كبيرة ومهمة منذ أكثر من خمسين عاماً شهد له خلالها القاصي والداني بالكفاءة الكبيرة له يرحمه الله في التصدي للمشاكل والمخاطر الكبيرة التي مرت بها المملكة خصوصاً بالجانب الأمني والفكري وأيضا كان سيفا مسلطا على محاربة الجريمة والوقوف على رؤوس مهربي المخدرات لقد تصدي الأمير نايف يرحمه للإرهاب حيث ساهمت أعماله في مكافحة الإرهاب وجعله جزءا من الماضي بعد أن قام بعمل برنامج لتأهيل الموقوفين بقضايا إرهابية ينقسم إلى فرعين: الأول مناصحة للموقوفين قبل أن يحاكموا، والثاني يعنى برعاية الموقوفين بعد قضاء المحكومية في مساكن خاصة، إذ تتاح فرص الزيارة وقضاء يوم كامل مع الموقوف، ويشمل البرنامج التأهيل النفسي والعملي لإعادة دمج الموقوفين في المجتمع. لقد اجتمعت في شخصية الأمير نايف صفات كثيرة وخبرة كبيرة في المجالين الداخلي والخارجي جعلت منه رجل حكمة يعيش هم المواطن ويسعى لمصلحة الوطن فلم يكن الجانب الأمني يشغله عن الجانب الإنساني، حيث ان لسموه أعمالا رائدة في دعم العمل الإنساني داخل وخارج المملكة فضلاً عن دعمه المادي والمعنوي لكافة جهود رعاية المرضى و تبرعه من ماله الخاص لعلاج مئات الحالات الحرجة، والتي كثيراً ما كان يتطلب الأمر علاجها في الخارج وكان أخرها قبل ثلاث أيام من وفاته يرحمه عندما تكفّل بعلاج “طفل تبوك الكفيف الذي بُثَّ تقرير عن حالته الإنسانيّة عبر برنامج “نوافذ” بقناة الإخبارية وأيضا فقد كان الأمير نايف يتولى الإشراف العام على اللجان والحملات الإغاثة والإنسانية بالمملكة ورغم الحزن والألم لفقدان قائد عظيم وإنسان نبيل فإن أعماله وإنجازاته وأبواب الخير التي تفتحت على يديه ستبقى خالدة في نفوسنا يا أبا سعود وسنبقى على الطريق الذي رسمته لنا وستبقى أفكارك المنيرة تضيء لنا الطريق . إن لله وإنا إليه راجعون عقال المالكي