حثّت طرابلس واشنطون على مساعدتها في حل معضلة الثوار، وتوفير فرص عمل لمقاتلي المعارضة السابقين الذين لم يلقوا أسلحتهم من خلال القيام باستثمارات في البلاد، بالمقابل تتقدم الأوضاع السياسية والأمنية نحو الانفراج.وقال مصطفى أبو شاقور نائب رئيس الوزراء الليبي لغرفة التجارة الأمريكية العربية الوطنية في واشنطن “هؤلاء الشبان يحتاجون إلى تحديات. يحتاجون إلى وظائف. ماداموا بلا وظائف سيحملون الكلاشنيكوف وسينتشرون في الشوارع وربما يقيمون نقاط تفتيش.” ويقول مراقبون إن “نداء” أبو شاقور هو صرخة حقيقية في الساحة الليبية يرددها المسؤولون والمواطنون، صرخة تقول: لا بد أن يتدخل الغرب الذي ساعد في تدريب هؤلاء للإطاحة بالقذافي ثم تركهم عبئا عن السلطات الجديدة.وفي سياق متصل، أكد نوري العبار رئيس المفوضية العليا للانتخابات أن انتخابات المؤتمر الوطني المقررة الشهر الجاري ستتم بهدوء رغم استمرار بعض المظاهر المسلحة في البلاد، فيما حمّل ناكر المجلس الانتقالي والحكومة مسؤولية الضعف الأمني في البلاد نتيجة ل ”تهميش للثوار”، مما قد يؤدّي حدوث انقلاب عسكري في ليبيا.وظهر تحد جديد لسلطة الحكومة الليبية المؤقتة يوم الاثنين الماضي حين احتل أفراد من ميليشيا ليبية تعرف باسم كتيبة الأوفياء مطار طرابلس الدولي للمطالبة بالإفراج عن أحد زعمائها الذي تقول إنه محتجز لدى قوات الأمن في طرابلس.وأدى ذلك إلى إلغاء عدة رحلات دولية في الوقت الذي ينتظر فيه أن تصل بعثة تجارية بقيادة غرفة التجارة الأمريكية العربية الوطنية إلى ليبيا لإجراء لقاءات تبدأ يوم الخميس في طرابلس وتعقد أيضا في بنغازي ومصراتة.وأثار الهجوم الذي تعرّض له مطار طرابلس الدولي على يد مجموعة مسلّحة من ثوار ليبيا المخاوف من أن تمثّل تحركات المجموعات المسلّحة، التي باتت تتمتّع بنفوذ قوي منذ سقوط نظام معمّر القذافي، تهديدا على استقرار ليبيا الجديدة. ويأتي الهجوم على مطار طرابلس بعد مدّة قصيرة من اندلاع اشتباكات دامية في مدينة غدامس، ليزيد من تأزم الوضع في وقت تسعى فيه الحكومة الانتقالية والمجلس الوطني الانتقالي إلى طمأنة الليبين والمجتمع الدولي بقدر النظام الليبي الجديد على ضمان الأمن في البلاد.وعطلّ الهجوم على هذا المنفذ الحيوي حركة الملاحة الجوية، قبل أن تتمكن القوات الحكومية من مهاجمة المسلّحين واستعادة السيطرة على المطار الذي تسلّمته في شهر إبريل الماضي من ثوار الزنتان. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن عبد الباسط الحداد، محام وناشط في مجال حقوق الإنسان في مصراتة وعضو سابق في المجلس الانتقالي المحلي، قوله إن “ما يفعله الثوار السابقون اليوم لا يختلف عما كان يفعله أتباع القذافي”. ويعترض الحقوقيون على المادة 4 من القانون 38 المعتمد في بداية أيار-مايو والذي يقضي بإعفاء الثوار من أعمالهم التي ارتكبوها في سبيل حماية الثورة.وصرّح الثوار أنهم سعوا من خلال هذا العمل للضغط على الحكومة الانتقالية لمعرفة مصير قائدهم “ابوعجيلة الحبشي” الذي تم اختطافه الأحد الماضي في ظروف غامضة بطريق المطار بطرابلس.