قال هوشيار زبياري، وزير الخارجية العراقي، أنه لن يتم مناقشة موضوع البحرين في القمة العربية كما وعد العراق بذلك، نافيًا انسحاب الوفد البحريني من اجتماع وزراء الخارجية العرب، كاشفًا عن أنه تم عقد اجتماع بين رئيس الوزراء نوري المالكي وبين وزير خارجية البحرين. وقال- في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة- إن مشروع القرار بشأن سوريا متميز ويستند للمبادرة العربية ويراعي التطورات التي حدثت بموافقة سوريا لخطة كوفي عنان، المنبثقة عن المبادرة العربية. وبحسب مصدر من داخل الجامعة العربية، فإن القادة العرب لن يطلبوا من الأسد التنحي وقال إن مشروعات القرارات بشأن سوريا تراكمية منذ بدء المبادرة العربية إلى الآن، وليس عندنا قضايا جديدة، ولكن نثبت ماصدر ونعتقد أنه طريق السلام الجديد، هو التعشيق بين الموقف الدولي والعربي، وربما يؤدي إلى وحدة الموقفين، وهو مايضغط أكثر باتجاه الحكومة السورية والمعارضة بالتنفيذ، والحكومة وافقت، والمعارضة كلمتها ليس واحدة، ويجب أن توحد كلمتها. وتابع: نحن لدينا علاقات مع المعارضة السورية، ودعوناهم وقدمنا لهم تجربتنا في العراق كمعارضة، وأهمية وحدة الموقف، مشددًا على أنه لم يطرح على الإطلاق موضوع تسليح المعارضة السورية، وحذر زبياري من التدويل بات مصير الأزمة السورية إذا لم تلتزم دمشق بخطة كوفي عنان. إلى ذبك واصل الجيش السوري الاربعاء عملياته العسكرية في مناطق عدة من البلاد ما اسفر عن سقوط عدد من القتلى، فيما دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دمشق الى التطبيق “الفوري” لخطة المبعوث الدولي كوفي انان. وفي الوقت نفسه حضت الصين السلطات السورية والمعارضة على الالتزام بخطة انان، بينما قالت دمشق انها “لن تتعامل” مع اي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية التي يعقد وزراء خارجية الدول الاعضاء فيها اجتماعا في بغداد اليوم يتوقع ان تطغى عليه الازمة السورية. واسفرت اعمال العنف عن مقتل 21 شخصا سقط معظمهم في اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وكانت الحصيلة السابقة للمرصد اشارت الى مقتل 17 شخصا. فقد اسفرت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري ومنشقين في ريف حماة الاربعاء عن مقتل اربعة مواطنين وخمسة منشقين واربعة جنود نظاميين على الاقل في قلعة المضيق وكرناز، اضافة الى عشرات الجرحى في صفوف الجيش النظامي. وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماة ابو غازي في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ان “القوات النظامية اقتحمت (صباحا) قلعة المضيق والقرى المجاورة لها معززة بالمدرعات وسط اطلاق نار كثيف (..) قبل ان تعود وتتراجع الى اطراف المدينة وتعاود القصف عليها”. واضاف ان “المقاومة من قبل الجيش الحر مستمرة”، موضحا ان العناصر المنشقين “يخوضون معارك كر وفر مع القوات النظامية”. وتعرضت بلدة قلعة المضيق في الآونة الاخيرة لعدة محاولات اقتحام من الجيش النظامي باءت بالفشل. وفي ادلب (شماب غرب)، اقتحمت القوات النظامية قرية خان السبل المجاورة لبلدة سراقب، ونفذت فيها حملة اعتقالات، بحسب المرصد الذي اشار الى تخوف اهالي خان السبل من ان يتكرر في قريتهم ما جرى في سراقب التي انسحبت منها القوات النظامية امس بعد ثلاثة ايام من العمليات العسكرية. ودخلت قوات النظام السبت سراقب بالدبابات ونفذت عملية عسكرية واسعة فيها تخللها اطلاق نار وعمليات دهم واعتقالات واعدامات ميدانية طالت مدنيين ومنشقين، بحسب المرصد وناشطين. واعلن المجلس الوطني السوري المعارض سراقب في ريف ادلب “مدينة منكوبة”، داعيا الى “تحرك دولي فوري” لاجبار النظام على “سحب دباباته وايقافه عملية الإبادة التي يشنها على سكان المدينة”. وطالب المجلس في بيان الاربعاء “منظمة الصليب الأحمر الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية بتوفير المساعدات العاجلة للمدينة وإخلاء الجرحى ودفن الشهداء”، مشيرا الى ان عددا من الجثث “ملقاة في الشوارع منذ يومين”. كما طالب “دول الجوار وتحديدا الصديقة تركيا بفتح ممرات إنسانية فورية لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية بأسرع وقت ممكن”. ويبلغ عدد سكان سراقب حوالى 38 الف نسمة، وهي خارجة عن سيطرة النظام منذ حزيران/يونيو الماضي، وتشهد حركات احتجاجية مستمرة اضافة الى نشاط واسع للمنشقين. وتكتسب سراقب اهمية لوقوعها على الطريق الدولي الذي يربط دمشق وحلب (شمال). وقد اعاق المنشقون حركة القوات النظامية وتعزيزاتها مرات عدة على هذا الطريق في الاشهر الماضية. وفي ريف حمص (وسط) حاولت القوات النظامية فجر اليوم اقتحام مدينة الرستن الخارجة عن سيطرة النظام منذ اسابيع، ما اسفر عن مقتل ثلاثة جنود نظاميين بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى مقتل مدني بنيران القوات النظامية في حي باب هود في مدينة حمص. وقال المرصد بحسب آخر بيان ان اربعة مدنيين اخرين قتلوا في حمص. وقال الناشط كرم ابو ربيع في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس “تتعرض احياء حمص القديمة لقصف عنيف يتركز خصوصا على حي الحميدية”. واضاف “سقطت عدة قذائف قرابة الساعة العاشرة (8,00 ت غ) على حي بستان الديوان اصاب عدد منها كنيسة ام الزنار الاثرية”. وافادت لجان التنسيق المحلية عن وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر من الجيش السوري الحر في حي العباسية فجرا. وفي درعا (جنوب) دارت اشتباكات عنيفة فجر اليوم الاربعاء بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة في بلدة بصر الحرير، ودارت اشتباكات مماثلة في محيط مدينة داعل، بحسب المرصد الذي لم يسجل سقوط قتلى. وافاد المرصد ان جهاز المخابرات الجوية في دمشق اعتقل امس مواطنا (51 عاما) “كرهينة” لاجبار ابنه الناشط في الحركات الاحتجاجية على تسليم نفسه، مطالبا السلطات في بيان “بالافراج الفوري وغير المشروط” عنه و”التوقف عن ارهاب النشطاء من خلال اعتقال ذويهم”.