اعلنت السلطات الليبية الاربعاء انها تسيطر بشكل تام على مدينة بني وليد، التي كانت في السابق معقلا للقوات الموالية للقذافي، وذلك اثر انباء متناقضة عن سيطرة قوات موالية للزعيم الليبي السابق عليها لفترة قصيرة.وافاد مراسل فرانس برس في المكان ان الهدوء مستتب في هذه المدينة الواقعة على بعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس، وتوجه السكان الى اعمالهم الاربعاء بشكل طبيعي. وقال وزير الدفاع الليبي اسامة الجويلي للصحافيين خلال قيامه بجولة في احياء المدينة الاربعاء “المدينة باتت تحت سيطرة الحكومة الليبية”.واضاف “تمت معالجة المشكلة. كانت مشكلة داخلية. المعارك لم تكن بين الثوار وانصار القذافي بل بين مجموعتين من الشبان، احداهما اللواء 28 مايو”. واللواء 28 مايو هو الاكبر في بني وليد ويتبع لوزارة الدفاع الليبية.وقد غادر هذا اللواء المدينة ولم يوضح الوزير ما اذا كان سيتم ارسال قوات اخرى تحل مكانه. وكان مسؤولون محليون اعلنوا الاثنين ان انصارا للقذافي يحملون اعلاما خضراء هاجموا القاعدة العسكرية التي كان يتمركز فيها اللواء 28 مايو.ونفى وزير الداخلية الليبي فوزي عبدالعال هذه المعلومات، قبل ان يعلن الثلاثاء ان السلطات لا تملك بعد معلومات اكيدة حول ما حصل في هذه المدينة. وقال شاهد في المكان لوكالة فرانس برس قدم نفسه على انه من قبيلة ورفلة النافذة في المدينة “قدم بعض عناصر القبيلة الى القاعدة لمطالبة المسؤولين فيها بتسليمهم احد اقاربهم المعتقل لديهم، الا ان عناصر اللواء 28 رفضوا الامر، فأرسلت القبيلة شخصا للتفاوض معهم باسمها، فما كان منهم الا ان تعرضوا له بالضرب. وهكذا بدأت المعارك”. واكد عدد من سكان المدينة هذه الرواية. وشوهدت آثار انفجار قذيفة مضادة للدروع على باب القاعدة، وفي الداخل صناديق ذخيرة فارغة على الارض.وكانت الحركة الاربعاء طبيعية في شوارع المدينة حيث كان السكان يتسوقون من سوق للخضار، وشوهد عدد من الطلاب وهم ينتظرون الحافلة التي ستقلهم الى مدرستهم. كما لم تشاهد في المدينة اي حواجز امنية وتجول وزير الدفاع في كل شوارعها من دون مشاكل. ويتحدر الوزير الجويلي من مدينة الزنتان التي تقيم تاريخيا علاقات جيدة مع قبيلة ورفلة التي ينتمي معظم سكان مدينة بني وليد اليها.وشوهدت عشرات الاعلام التي تحمل شعار “ليبيا الجديدة” في المدينة وخصوصا على مبنى تابع للاذاعة المحلية وعلى قاعدة عسكرية اخرى. وقال محمد المبها احد سكان المدينة من قبيلة ورفلة ايضا “نحن مع الحكومة الجديدة، نحن مع ليبيا الحرة”.واضاف “صحيح ان كثيرين هنا لا يحبون اللواء 28 مايو لانهم يعتقدون ان عددا كبيرا من عناصره مطلوبون “لارتكابهم جرائم”. لكن ايا كانت المشكلة، فقد تم حلها الان”.وقاومت بني وليد لفترة طويلة قبل ان تسقط بايدي الثوار قبل ايام فقط من مقتل معمر القذافي و”تحرير” ليبيا في تشرين الاول/اكتوبر 2011.ولا يخفي احيانا بعض سكان بني وليد من قبيلة ورفلة ولاءهم للقذافي رغم مقتله.