في سابقة فريدة، تتجه كلية دار الحكمة في جدة، وللمرة الأولى لمنح درجة البكالوريوس لخريجات قسم تصميم الأزياء الذي دشنته إدارة الكلية العام الماضي، لتكون بذلك أول جهة أكاديمية على مستوى المملكة تمنح طالباتها هذه الدرجة الجامعية في تخصص الأزياء والتصميم. وأكدت عميدة الكلية الدكتورة سهير القرشي في تصريح إلى "الوطن" أنه سيتم منح 22 طالبة، من طالبات السنة الدراسية الثانية في قسم تصميم الأزياء، درجة البكالوريوس الجامعية بعد إكمال دراستهن في هذا المجال، وإنهاء أربع سنوات أكاديمية، وفق الخطة الدراسية المقررة في القسم والكلية، ليكن بذلك كوكبة أولى وطليعة لجيل جديد من الفتيات السعوديات الطامحات للعمل في حقل تصميم الأزياء، بحيث يتم الاعتراف بهن أكاديمياً ومهنياً، لا سيما أن الدراسة في القسم تزاوج بين النظريات الفنية الخاصة بالخياطة والتصميم والجماليات الهندسية والمعمارية إلى جانب مهارات التطبيق العملي من خلال ورش ومختبرات مجهزة ومتخصصة. واعتبرت القرشي أن دخول الفتيات إلى هذا المجال، هو تحد لكافة الصعوبات التي أثبتت المرأة السعودية المقدرة على تجاوزها وإثبات كفاءة نوعية في تخطيها، وهو ما تشهد به النجاحات المتكررة التي حققتها المرأة في كافة التخصصات العلمية والمهنية والميدانية والأكاديمية. وأوضحت القرشي أن الكلية بالتعاون مع قسم تصميم الأزياء، نظمت معرضاً متخصصاً لعرض مشاركات 22 طالبة يدرسن في القسم، حيث قدمن ابتكاراتهن المتنوعة ورؤيتهن المتطورة لعالم الأزياء والخياطة والتصميم بقوالب مبتكرة تواكب العالمية مع نكهة محلية شرقية تلائم الفتاة الشرقية والخليجية بشكل عام والمرأة السعودية بشكل خاص. وقد صاحب المعرض الخاص بطالبات التصميم الذي أقيم تحت شعار "بداية عصر"، ركن خاص بأعمال 33 خريجة من قسم تصميم الجرافيك والرسومات التشكيلية والرسوم المتحركة والتصوير الفوتوجرافي. وأكدت القرشي أن طالبات قسم الأزياء شاركن في المعرض للمرة الأولى من خلال عرض أعمالهن المختلفة، في لفتة جادة من قبلهن يؤكدن فيها على أنهن يضعن أقدامهن نحو بداية عصر جديد لتصميم الأزياء في المملكة. من جهتها أشارت مديرة قسم تصميم الأزياء في كلية العمارة والتصميم دينا قطان أن برنامج تصميم الأزياء جاء متحديا جميع الصعوبات التي تواجه المرأة، حيث إن الأعمال المعروضة من تصميم طالبات مستجدات قمن باستخدام مهاراتهن اللاتي أثبتنها خلال عام واحد من الدراسة. وأعربت قطان عن فخرها بمستوى الأعمال التي فاقت كل التوقعات. وأضافت أن سوق صناعة تصميم الموضة يعد سوقاً ديناميكياً وسريع النمو ويتسم بمنافسة عالية، حيث يعمل في هذا المجال عدد كبير من المختصين الماهرين، الذين لديهم الدافع والإحساس والميل للنجاح في هذا المجال. ولفتت قطان إلى أن برنامج تصميم الأزياء يعد اليوم مجالا خصبا للمرأة السعودية يساعدها على دخول مجال صناعة الأزياء بمستوى عالٍ من فهم العمل مع مهارات تفكير تحليلي عقلي وبصري عن طريق اكتشاف نطاق واسع من التقنيات والمناهج الضرورية في هذه الصناعة المبتكرة. وشددت على أن الطالبات لديهن حس فني راق ووعي واحترام للتنوع الثقافي، مع المحافظة على تقاليدهن الإسلامية والقيم الأخلاقية والإرث الاجتماعي الخاص بهن. وأوضحت أن قسم تصميم الأزياء يعتبر فريدا من نوعه بحيث إن المنهج لا يركز على التصميم وحسب، وإنما يركز على مهارات الإرادة والتصميم، فالطالبة تتخرج وهي على معرفة تامة بمهارات تصميم الأزياء والمهارات التي تحتاجها في تأسيس مشروعها الخاص بها. وأكد عدد من الطالبات أن القسم يعتبر نقلة نوعية جديدة من حيث إدخال الفتيات لمجال الفن وتصميم الأزياء، عن طريق التأكيد على فلسفة فكرية متطورة وواعية تلبي احتياجات سوق العمل، كما أكدن أن البرنامج ما هو إلا خطوة أولى متواضعة نحو ترسيخ نجاح المرأة في ميادين جديدة لم تألفها من قبل، متسلحات بإيمانهن بالوسطية ومواجهة الصعاب بشجاعة لكي نصل لأفضل المستويات المهنية والأكاديمية، وبما يتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا.