قد تجد عذرا للبلديات على سبيل المثال حين يخطئون نحويا وإملائيا في تسمية الشوارع وكتابة اللوحات الإرشادية والنشرات وأسماء المحلات، لكن أن يكون الخطأ في لوحة تتصدر قاعة اجتماع الجمعية العمومية لهيئة الصحفيين السعوديين فذلك هو الأمر اللافت فعلا، ربما لعدم إمكانية وجود المبرر أو خلقه من العدم. مئات الصحفيين جلسوا أمس في اجتماع ضم كبار الإعلاميين دون استياء أو ملاحظات تذكر أو حتى تذمر من مشاهدة اللوحة التي كتب فيها (إجتماع) بالهمزة بدلا من الكلمة الصحيحة (اجتماع)، إضافة إلى خطأ آخر كان يتوارى خجلا خلف الكراسي المصفوفة أمام اللوحة، حتى اكتمل سترها بعد جلوس أعضاء مجلس إدارة الهيئة أمامها؛ وذلك في كلمة (جمادى) التي كتبت في اللوحة (جمادي)، بالياء بدلا من الألف المقصورة. ربما تشكل هذه الأخطاء دلالة عميقة لأخطاء أكثر تماسا مع مهام الهيئة المفترضة، وربما أيضا تعكس حالة عدم الاهتمام التي يراها الصحفيون من هيئتهم التي وقفت عاجزة دون تحقيق تطلعات منتسبيها، في حين لم يمل أمين الهيئة الدكتور عبدالله الجحلان من ترحيل كل المقترحات للمجلس المقبل، وكأنه يؤكد أن مجلسهم السابق عجز عن تحقيقها. وإذ يبقى الهاجس المسيطر على معظم الناخبين المتطلعين لمستقبل أجمل للهيئة؛ بتكرار الأسماء القديمة وبالتالي تكرار الأداء؛ يحلل آخرون الدلالات التي تعبر عنها أخطاء إملائية بسيطة احتلت منصة قيادات الهيئة.