سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاتحاد الخليجي يثير "هلع" ساسة إيران مجلس التعاون يستنكر مواقف طهران من البحرين: استفزاز وتدخل سافر في شؤونها الداخلية البرلمان العربي يعتبر مبادرة خادم الحرمين بشأن الاتحاد الخليجي خطوة تاريخية
اعتبر مجلس التعاون الخليجي التصريحات الإيرانية حول البحرين، والدعوات التي أطلقتها إيران للتظاهر ضد الاتحاد الخليجي بصورة عامة، وعلى مشروع إقامة اتحاد بين السعودية والبحرين، بصورة خاصة، استفزازا صريحا وتدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للبحرين، يتعارض مع كافة الأعراف والقوانين الدولية، وهو ما كان عبر عنه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في مؤتمره الصحفي في ختام القمة التشاورية لقادة مجلس التعاون التي انعقدت في 14 الجاري برئاسة خادم الحرمين الشريفين في الرياض، إذ حث إيران على "عدم التدخل" إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن الاتحاد. واعتبر المستشار الأول ومدير برنامج الأمن والدفاع ودراسات مكافحة الإرهاب في مركز الخليج للأبحاث الدكتور مصطفى العاني أن التوتر الإيراني من توجه دول مجلس التعاون لتطوير مستوى شراكتهم وتنسيقهم من مستوى التعاون إلى الاتحاد، سببه العائد الإستراتيجي لهذه الخطوة على دول المجلس أولا، وعلى العالم العربي في مرحلة لاحقة، لأنه يحولها إلى قوة لا يمكن لدولة كإيران أن تضايقها أو تتعامل معها بشكل طبيعي بسبب القيادة المؤدلجة دينياً التي تقود السياسة الإيرانية. وأوضح العاني ل"الوطن" أن "إيران تعيش وتمد نفوذها من خلال ضعف الدول والاختلافات الإيديولوجية والطائفية والتحزبات، وهي ما أفشلت حتى الآن جهودها على مستوى دول المجلس"، موضحاً أن "خطوة الاتحاد تجعل من القدرات العسكرية الإيرانية بما فيها القدرات البحرية والصاروخية والجوية في أضعف مستوياتها، لأن القدرة العسكرية الخليجية ستكون قوة تكاملية راداريا، وتتشارك في فعالية منظومتها للدفاع الجوي وبالتالي منع الصواريخ الإيرانية من الوصول أو التهديد، والقدرة الخليجية على الرد من خلال ضربات جوية ومنع القدرة الجوية الإيرانية البدائية من تنفيذ هجمات على أهداف خليجية". وبيّن العاني أن الاتحاد يسبب أرقا للقيادة الإيرانية، لأنه أفشل كافة مخططاتها التي تتصدى لها دول المجلس الراغب في التوسع أردنيا ومغاربيا، فيما تشمل تحالفاته كل دول العالم، مقارنة بتحالفات إيران التي تشمل دولتين بعيدتين جدا، هما روسيا والصين، معتبرا أن التصريحات الإيرانية الصادرة حول رفض فكرة الاتحاد تعبر عن حالة الإحباط التي تعاني منها هذه الدولة التي لا تتقبل فكرة كتلة عربية قومية متقدمة اقتصاديا واجتماعيا ومستقرة ونامية وقوية عسكريا واستخباراتيا وذات تحالفات دولية ولها منهجية سياسية معتدلة وخطاب واحد في السياسة الخارجية. من جهة أخرى، استنكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني تصريحات رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني بشأن مملكة البحرين، ووصفها بأنها استفزاز صريح وتدخل سافر في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين يتعارض مع كافة الأعراف والقوانين الدولية. وقال الزياني في بيان أمس، إن الاستمرار في إطلاق مثل هذه التصريحات الاستفزازية لا يدل على رغبة إيرانية في بناء علاقات طبيعية مع دول المجلس، بل يكشف عن موقف عدائي ونوايا سيئة تثير القلق والتوتر في المنطقة، ولا تنسجم مع الادعاءات الإيرانية بالرغبة في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. وأضاف أن العلاقات بين دول مجلس التعاون شأن خليجي عربي، ليس من حق إيران التدخل فيه حسب القوانين الدولية المتعارف عليها، داعياً المسؤولين الإيرانيين إلى التوقف عن إطلاق مثل هذه التصريحات العدائية التي لا تساعد على قيام علاقات طبيعية بين الجانبين. إلى ذلك اعتبر رئيس البرلمان العربي، علي سالم الدقباسي، مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، خطوة تاريخية تعزز من قوة العلاقات بين شعوب المنطقة. وقال الدقباسي إن "البرلمان العربي في اجتماع دورته العادية الأولى المستأنفة لعام 2012، والتي عقدت في مقر جامعة الدول العربية، أعلن ترحيبه وتأييده لهذه المبادرة التي جاءت في موعدها". وأضاف أن "هذه المبادرة تأتي في ظل متغيرات إقليمية ودولية هائلة وتعكس حرصاً على تحصين دول المنطقة من أي اهتزازات أمنية أو سياسية أو اقتصادية". وعبر الدقباسي عن تفاؤله بأن سيكون لهذه المبادرة أثر إيجابي في المدى المنظور، مؤكداً أنها "تتجاوب مع تطلعات شعوب المنطقة التواقة للاتحاد والتكامل والتضامن".