أحيا الفلسطينيون في الداخل والخارج الذكرى السنوية ال 64 للنكبة التي اكتسبت هذا العام طعم الانتصار الذي حقَّقه الأسرى في سجون الاحتلال والاستجابة لمطالبهم بعد إضرابٍ مفتوح عن الطعام خاضه أكثر من 1300 من الأسرى لمدة 27 يوماً. ونظَّم الفلسطينيون مسيرات في مختلف المدن تخلَّلتها مواجهات مع قوات الاحتلال في عدد من المواقع وتحديداً حاجز قلنديا، شمال القدسالمحتلة، وسط حالة من الاستنفار الكبير في صفوف قوات الاحتلال تحسباً لمواجهات وتسلل عبر الحدود. ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة بالمناسبة القدسالمحتلة بأنها "بوابة ومفتاح السلام"، محذراً من أن العبث بالمدينة المقدسة من قبل الاحتلال هو إذكاء لنيران التوتر والحروب في المنطقة والعالم. وأضاف "نحن متمسكون بكل ذرة تراب، وبكل حجرٍ في هذه المدينة، ولن يكون هناك أي اتفاق سلام لا يتضمَّن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للقدس عاصمة دولتنا الفلسطينية، ومساعينا ستتواصل للحصول على حقوقنا المشروعة". وجدَّد الالتزام باستمرار المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لتحقيق السلام قائلاً "نقف من حيث المبدأ مع المفاوضات المستندة إلى مرجعيات وأهداف واضحة، وكل ما نجريه من اتصالات ومن رسائل متبادلة الغاية الأساسية منها هي الوصول إلى نقطة سنعرف عندها ويعرف العالم أيضاً، إن كانت إسرائيل تقبل بإنهاء احتلالها وإقامة دولتنا". وأضاف "لا نريد صداماً مع الولاياتالمتحدة، إذ رغم علاقاتها المميَّزة والخاصة والمنحازة لإسرائيل، فقد قدمت دعماً هاماً ومقدَّراً للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية، وندرك جيداً أهمية ومحورية الدور الأميركي في أية عملية سلام جادة، وما نسعى إليه ونعمل من أجله هو أن يكون هذا الدور أكثر توازناً". وكانت حركة حماس قد دعت المسؤولين الفلسطينيين إلى التوقف عن المفاوضات، واللجوء لخيار الوحدة الوطنية والمقاومة، كما دعت فتح إلى الشروع فوراً في تطبيق اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة من أجل إنهاء الانقسام وتوحيد الشعب في مواجهة مؤامرة التهويد والاستيطان والعدوان والحصار. من جهة أخرى رحَّب كبير المفاوضين صائب عريقات ببيان الاتحاد الأوروبي الذي أدان فيه استمرار الاستيطان الذي يهدِّد مسيرة السلام. وقال "إسرائيل تقوم بكل ما هو ممكن للقضاء على احتمالات للتوصل إلى حل الدولتين، وتفرغ أي محاولة للتوصل إلى حل عادل ومتفق عليه للصراع من معناها". وبدورها دانت وزارة الخارجية الإسرائيلية البيان الأوروبي وقالت إنه" تضمن قائمة طويلة من المزاعم والانتقادات التي تستند إلى مواقف جزئية ومتحيزة، ومثل هذا العرض العام لا يساهم في دفع عملية السلام".