الغلاء وحاجز اللغة، ربما يكونان أكثر الصعوبات التي يتفق عليها المبتعثون في اليابان، حيث يرى الطالب أحمد عبدالمنان بار والذي يدرس في السنة الثانية في إحدى جامعات طوكيو العاصمة أن صعوبة الدراسة تتفاوت بين الطلاب، إلا أن أصعب مرحلة برأيه هي مرحلة اللغة، مشيرا إلى أن المأكولات اليابانية تتميز بأنها صحية. وحول طبيعة المعيشة، يوضح بار أنها تمتاز بالسهولة، والغلاء في آن واحد، ويخفف من وطأة ذلك أن المكافآت تصرف في مواعيدها المحددة دون تأخير، لافتا إلى أن اليابانيين يحترمون الأديان الأخرى، كما تتمتع اليابان بالأمان، في حين أن السلبية الوحيدة التي يواجهها المبتعثون، تتمثل في انطواء الشعب الياباني على نفسه، وعدم الاختلاط كثيرا بالآخرين. ويشيد الطالب جمال العسيري بالنظام في اليابان، والذي يتعامل مع الجميع بشكل متساو دون تفرقة، إضافة إلى الطباع العملية التي يتمتع بها اليابانيون، إلا أنه يؤكد ما ذهب إليه زميله أحمد حول صعوبة اللغة اليابانية، وخاصة من ناحية القواعد، مشيرا إلى أن الملحقية وفرت للطلاب إمكانية الحصول على حصص تقوية. ويضيف العسيري أن دارسي مرحلة الماجستير، لا يواجهون الصعوبة ذاتها التي يواجهها طلاب مرحلة البكالوريوس، بسبب أنه لا يشترط عليهم تعلم اللغة اليابانية، وتعتمد دراستهم على اللغة الإنجليزية. أما عبدالعزيز أيمن المسلم، وهو طالب في أحد معاهد اللغة في طوكيو فيقول إن بدايته كانت بزيارة اليابان لحضور مؤتمر دولي، يتعلق بعمل والده، ليتخذ بعد ذلك قراره بالدراسة في اليابان. ويشير إلى أنه بدأ بتعلم الحروف اليابانية في المملكة قبل سفره للدراسة، وتعرف على 3 أنواع منها، ويطلق على النوع الأول منها "هيراقانا"، وهي الحروف المستخدمة لكتابة الكلمات اليابانية، وتتضمن 48 حرفا، فيما يسمى النوع الثاني "كاتاكانا"، ويحتوي كذلك على 48 حرفا، تمثل الحروف التي تستخدم لكتابة الكلمات الأجنبية، أما النوع الثالث "الكانجي" فيمثل الرموز التي تستخدم للتعبير عن بعض الكلمات، وسبب استخدامها يعود لكون بعض الكلمات التي تكتب بحروف الهيراقانا تستخدم نفس الكتابة، ولكن بمعنى مختلف، ولا يمكن التفريق بين معانيها إلا عند كتابة الرمز، وعددها فوق العشرة آلاف رمز. ويوضح المسلم أن الدراسة في اليابان تحتاج لبذل مجهود كبير، خاصة في المرحلة الأولى، حيث يشترط دراسة مواد علمية مثل الرياضيات والفيزياء بجانب اللغة كشرط لدخول الجامعات، واجتياز اختبار يسمي EJU، تصل فترته إلى 5 ساعات. ويقول الطالب عبدالعزيز إن أبرز ما يميز الشعب الياباني هو احترامه للوقت، إضافة إلى الابتسامة الدائمة على وجوه المواطنين، وتحيتهم للأجانب في الأسواق والطرق،واهتمامهم الشديد بالقراءة، وتمسكهم بثقافة الاعتذار عند الخطأ، أما العادات والتقاليد التي يتميزون بها فأبرزها خلع الحذاء عند دخول المنزل، ولبس حذاء خاص، والانحناء عند السلام، والذي يزداد تبعا لأهمية الشخص، وفي الجانب الاقتصادي، فإن الزوجة هي من تدير المنزل، وتصرف عليه، وتأخذ راتب زوجها كاملا. وحول الأطعمة أشار المسلم إلى أنها تمثل أبرز الصعوبات التي يواجهها الطلاب المبتعثون، حيث إن ثقافة الأكل الياباني تعتمد على المأكولات البحرية النيئة، وغير المطبوخة، فيلجأ الطلاب إلى تناول البيض والتونة، والمأكولات الإيطالية، إضافة إلى المطاعم الأميركية، ونادرا ما يجدون الوقت الكافي للطهي في المنزل.