أثار قرار أمانة العاصمة المقدسة والمتمثل في تطبيق استخدام سيارات متنقلة لغسيل السيارات في الأماكن العامة مطالبات بتعميم الفكرة في مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، للحد من انتشار العمالة السائبة التي تمتهن غسيل السيارات في الأماكن العامة، مما يؤدي إلى أضرار كبيرة بالبيئة وبالمنظر العام، فيما أكدت أمانة المنطقة الشرقية أنها بحاجة للاطلاع على الفكرة ودراسة تفاصيلها. وقال أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله بن عايش العتيبي ل "الوطن" إن أمانة المنطقة بحاجة إلى الاطلاع على معطيات هذه الخطوة التي اتبعتها أمانة مكةالمكرمة ودراسة تفاصيلها، وفي حال لمسنا من هذه التجربة إيجابيات، فلا يمنع من تطبيقها، مؤكداً أنها حتى الآن لا تقدم حلولا ولا يوجد فرق بين الطرق المتبعة حالياً في غسيل المركبات وبين هذه الطريقة التي استحدثتها أمانة منطقة مكةالمكرمة. فيما عبر مواطنون عن إعجابهم بهذه الفكرة التي تهدف إلى الارتقاء بالمنظر العام للمدن؛ حيث يرى تركي الخثعمي أن هذه الفكرة قد تسهم في اختفاء العمالة السائبة التي تمتهن غسل المركبات بشكل عشوائي في الطرقات وأمام المحال التجارية والمجمعات، والذين تتزايد أعدادهم يوماً بعد يوم بفضل الدخل المرتفع الذي يجنونه من ممارسة هذه المهنة بطرق مخالفة. فيما يرى طلال العتيبي أن تطبيق مثل هذه الفكرة المستحدثة يجب أن يصاحبه تنظيمات تقنن المركبات المخصصة لفرق الغسيل حتى لا يحدث ازدحام داخل المدن التي تعاني من الازدحامات حالياً، وبالتالي فإنها تعالج مشكلة على حساب تعميق مشكلة أخرى تعاني منها المدن الرئيسة، مشيراً إلى أن تطبيق هذه الطريقة قد يؤثر على شباب يمارسون هذه المهنة في مواقع مختلفة، أو قد يرفع أسعار غسيل السيارات التي تفرضها الشركات التي ستدخل لتقديم هذه الخدمات في الشرقية. أما سعود العبدالله فأبدى ارتياحه من الفكرة بشكل مبدئي، لكنه قال إن هذه الشركات عليها أن تراعي أسعار مغاسل السيارات الثابتة، وإذا أرادت أن تنجح فعليها أن تطبق معيارين مهمين، أولهما الأداء الجيد مقارنة بالغسيل العشوائي وغير المقنن، وثانيهما الأسعار العادلة، إذ إن مغاسل السيارات العادية تتقاضى مبلغاً بسيطاً مقابل غسيل السيارة العادي، مشيراً إلى أن التوفيق بين هذين المعيارين قد يكون أمراً صعباً على هذه الشركات وربما لا تلاقي النجاح الكافي من هذه الناحية. وبالطبع فإن هذا الأمر لم يلاق استحسان شبان يعملون في مهنة غسيل السيارات في مواقع مستشفى الدمام المركزي (رفضوا ذكر أسمائهم)، وقالوا إن هذه الفكرة (حسب وصفهم) قد تؤدي لقطع معيشتهم. وكانت أمانة العاصمة المقدسة قد طبقت استخدام سيارات متنقلة لغسيل السيارات في الأماكن العامة والتي تعتبرها من أحدث الوسائل المبتكرة، وهي طريقة صديقة للبيئة وتعمل على ترشيد استهلاك الماء والقضاء على الغسيل العشوائي في الشوارع العامة، وتوفر الوقت والجهد والمحافظة على البيئة بطرق حضارية. وبحسب ما ذكرت الأمانة فإن هذه السيارات قد جهزت بأدوات ومعدات خاصة تستخدم بواسطة ضغط بخار الماء لغسل السيارات، ولا تستهلك إلا لتراً واحداً من الماء وبها "مكنسة" للتنظيف داخل السيارات ويقوم بتشغيلها عاملان فقط وهي سهلة التنقل في الأماكن العامة.