أنهت مدينة الملك فهد الطبية ممثلة بمركز اضطرابات النوم معاناة طفل أصيب بنوع نادر من الأمراض العصبية، ووقع على إثره تحت طائلة تشخيص خاطئ، وصف إصابته بالصرع، حيث استمر بتناول علاج الصرع لمدة عامين رغم عدم إصابته به، وهو الأمر الذي تم اكتشافه لاحقاً بعد خضوعه لفحوصات متخصصة، ووضع خطة علاجية للسيطرة على حالته الصحية. وأوضحت استشارية أمراض صدرية واضطرابات النوم لدى الأطفال رئيسة وحدة الأمراض الصدرية المشرفة على الحالة الدكتورة وضحى العتيبي أن الطفل جاء لزيارة العيادة وهو في عمر 14 سنة بعد عامين على ظهور الحالة التي تمثلت في نوم متكرر لفترات تزيد عن المعدل الطبيعي تصل إلى 13 و14 ساعة يومياً، يصاحبها الكسل، بجانب وجود تغيرات مزاجية حادة مع عدم قدرة على التحكم بالأعصاب. وأضافت أن عائلة الطفل زارت عدة مراكز في المملكة، وتم تشخيص حالته على أنه يعاني من الصرع، وعلى ضوء ذلك بدأ في استخدام الأدوية الخاصة بالصرع، في الوقت الذي كان يعاني فيه من متلازمة "كلاين ليفين" التي تصاحبها بعض الأعراض المشابهة للصرع بشكل جزئي، ومنها عدم تمييز المصاب للشخص الذي أمامه نتيجة زيادة الشحنات الكهربائية في الدماغ بسبب تجمعات دموية تصاحب هذه المتلازمة التي تعد من الأمراض العصبية النادرة. وفيما يتعلق بدخول الطفل إلى مدينة الملك فهد الطبية، أوضحت العتيبي أنه خضع للتنويم في وحدة التخطيط الدماغي وأعيد إجراء الفحوصات له بالكامل، بأشعة مقطعية ورنين مغناطيسي، وأنه بمجرد اكتشاف الخطأ التشخيصي تم إيقاف جميع أدوية الصرع وإخضاعه مباشرة لمقياس التخطيط الدماغي ثم إحالته بعد ذلك إلى مركز اضطرابات النوم للأطفال في مدينة الملك فهد الطبية، ويخضع حالياً لمتابعة الخطة العلاجية التي تمتد لأكثر من 8 أشهر. وأضافت الدكتورة العتيبي أن هذا الطفل يختلف عن الحالات القليلة المصابة بالمتلازمة التي تعرف بمتلازمة "كلاين ليفين"، وذلك من حيث انتشار الإصابة على مساحة كبيرة في الدماغ وليس في مناطق محددة كما يحدث عادة، وعلى الرغم أن المتلازمة تعد مرضاً مزمناً يتطلب استخدام الدواء باستمرار وبطريقة تتواءم مع متغيرات الحالة، إلا أن اختلافاً واضحاً طرأ على الأعراض التي كانت تصيب الطفل بعد أن تم تصحيح التشخيص والعلاج.