إنفاذا لتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تعاود سفارة المملكة بالقاهرة والقنصليات التابعة لها، فتح أبوابها اليوم لاستقبال المراجعين، بعد أن وصل سفير المملكة لدى مصر أحمد قطان إلى القاهرة أمس. وفيما جرى اتصال هاتفي تشاوري بين وزير خارجية المملكة الأمير سعود الفيصل ونظيره المصري محمد عمرو، قال السفير قطان في تصريحات أمس "لن يغادر أي موظف في السفارة والقنصليات إلا بعد إنهاء المعاملات المتوقفة". من جهته اتخذ الأمن المصري تدابير مشددة في محيط السفارة لتوفير أقصى درجات الحماية. وأكد المرشح الرئاسي عبدالله الأشعل في تصريح إلى "الوطن" أن على "الحكومة المصرية أن تكون أكثر تفاعلا مع أي أزمة مستقبلا وأن تتعلم الدرس". ------------------------------------------------------------------------ اتصال تشاوري بين سعود الفيصل ووزير خارجية مصر جرى اتصال هاتفي أمس بين وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو وذلك في إطار التشاور الدوري والودي بين البلدين. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط في نبأ لها إن الاتصال تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا محل الاهتمام المشترك. ------------------------------------------------------------------------ تعاود سفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة والقنصليات التابعة لها في كل من القاهرة والإسكندرية والسويس فتح أبوابها لاستقبال منسوبيها والمراجعين، وذلك بعد عودة سفير خادم الحرمين الشريفين السفير أحمد قطان إلى القاهرة مساءَ أمس بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عقب زيارة الوفد الشعبي المصري للرياض يومي الخميس والجمعة الماضيين. ووسط ترحيب شعبي ورسمي واسع بعودة السفير السعودي للقاهرة.. اتخذت قوات الأمن المصرية تدابير أمنية مشددة في محيط مقر السفارة السعودية والقنصليات الثلاث وضربت أطواقا أمنية مدعومة بالعربات المدرعة وعربات نقل الجند لتوفير أقصى درجات الحماية لهذه المقار ومنسوبيها. من جهته قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد قطان لدى وصوله إلى القاهرة أمس لممارسة مهام عمله بمقر السفارة "وصلت إلى جمهورية مصر العربية تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسوف أباشر عملي اليوم من مقر السفارة". وأضاف "الحمد لله سحابة عابرة ومرت على كل خير.. وبالعكس رب ضارة نافعة فقد قوت العلاقات بين البلدين وعكست مشاعر الشعب المصري الحبيب تجاه المملكة وتجاه القيادة السعودية والشعب السعودي". وأضاف قطان: "سنعمل على إنهاء المعاملات التي تعطلت ومنها تأشيرات العمرة ولن يغادر أي موظف في السفارة والقنصليات إلا بعد إنهاء تلك المعاملات في أسرع وقت" وكان قرار خادم الحرمين بعودة السفير إلى القاهرة ليبدأ في ممارسة عمله اليوم قد قوبل بترحيب مصري واسع على المستويين الرسمي والشعبي، وقد رأت الخارجية المصرية التوجيه انعكاساً لحرص البلدين على تجاوز الأزمة، ورحب وزير الخارجية المصرى محمد كامل عمرو بقرارالمملكة إعادة سفيرها إلى القاهرة، مشيراً إلى أن اتصالاته شبه اليومية، على مدار الأسبوع الماضي، مع وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، عكست حرص الطرفين التام على تجاوز الأزمة العابرة التي تعرضت لها العلاقات الأخوية الأزلية بين الشعبين والبلدين الشقيقين. من جهته رحب المرشح الرئاسي عبدالله الأشعل بقرار خادم الحرمين بإعادة السفير إلى القاهرة، مشيراً إلى أن القرار يعكس عمق العلاقات التاريخية بين القاهرة والرياض. وأضاف الأشعل في حديثة إلى "الوطن" أن على الحكومة المصرية أن تكون أكثر تفاعلا مع أي أزمة تنشب مستقبلا وعليها أن تتعلم الدرس. إلى ذلك، قال الدكتور حسام الشاذلي أستاذ الإدارة بمعهد كامبريدج في تصريح ل"الوطن" :إن قرار خادم الحرمين جاء ليعكس ما تكنه المملكة لمصر من تقدير خاصة أن المواقف المشتركة بين البلدين أقوي من أن تتسبب أزمات عارضة في إثارة القلاقل والاضطرابات بشأنها". وأضاف من المهم أن يكون رد الفعل المصري متوافقاً مع أي حدث يقع خاصة أن هناك أكثر من 2 مليون مصري يعملون في المملكة، كما أن هناك أكثر من 500 ألف سعودي يقيمون في مصر". وقال رئيس القسم الدبلوماسى بصحيفة الأهرام محمود النوبى في تصريحات ل"الوطن" أرى أن قرار عودة السفير قرار صائب جداً وجاء في توقيته لوأد الفتنة المفتعلة التي وقعت والتي كانت تغذيها بعض المجموعات الخارجة عن الشعور القومي العربي والتي لا تعرف مدى استراتيجية العلاقة المصرية السعودية، ويتأتى استجابة للوفد البرلمانى الشعبي المصري الذي سافر للسعودية، وكان تقديراً عظيما جداً من خادم الحرمين لمصر وشعبها وبرلمانها. وأضاف النوبى "السفير السعودي ذهب إلى بلده الأول وعاد إلى بلده الثاني مصر، ونحن نرحب به، وهو سافر في إجازة لعدة أيام، وعودته لبيته مصر طبيعية،" مشيراً إلى أن هناك مجموعة من المخربين أرادت بالاعتداء على السفارة السعودية التي يقع مكانها في قلب الشعب المصري وتحتل مكانة كبيرة أرادوا تخريب العلاقة بين الدولتين الشقيقتين. وقال عضو مجمع اللغة العربية وعضو الوفد المصري إلى السعودية الدكتور محمد الجوادى :إن القرار عكس تقدير خادم الحرمين الشريفين الكبير لمصر ولشعبها ولعمق العلاقات الوطيدة والتاريخية بين البلدين،" مشيراً إلى أن ما حدث كان سحابة صيف صنعها من لا يقدرون مصالح الشعبين ،وقد أثبت العقلاء من البلدين قدرتهما على تجاوز مثل هذه الكبوات.