تشهد قاعدة جوانتانامو غدا توجيه الاتهام إلى خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، وأربعة من أعوانه المفترضين إيذانا بانطلاق محاكمة طال انتظارها، وذلك بعد 9 أعوام من الاعتقال والتجاذبات السياسية القضائية. وبعد 9 سنوات من إلقاء القبض عليه في باكستان، أمضى ثلاثا منها محتجزا في سجن سري، ستوجه النيابة العسكرية الأميركية إلى خالد شيخ محمد وأربعة من أعوانه المفترضين المعتقلين معه في جوانتانامو، تهمة "المسؤولية عن تحضير وتنفيذ هجمات 11 سبتمبر 2011 في نيويورك وواشنطن وشانكفيل (بنسلفانيا) والتي أودت بحياة 2976 شخصا"، بحسب البنتاجون. وتأتي هذه الخطوة الحاسمة بعد أكثر من 10 أعوام على الهجمات، كما تأتي في الذكرى السنوية الأولى لتصفية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي تبنى هذه الهجمات. وإضافة إلى خالد شيخ محمد، والذي بات يعرف في الولاياتالمتحدة بالأحرف الثلاثة الأولى من اسمه بالإنجليزية "كي اس ام"، فإن الاتهام سيوجه أيضا إلى كل من اليمني رمزي بن الشيبة، والباكستاني علي عبد العزيز علي الملقب بعمار البلوشي، والسعوديين وليد بن عطاش ومصطفى الهوساوي، وجميعهم يواجهون عقوبة الإعدام. وقال مارك ثييسين المسؤول السابق في إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش "هناك رغبة في إحقاق العدالة، هذه لحظة هامة لنا جميعا". وستتم تلاوة اللائحة الاتهامية على المتهمين في جوانتانامو، ولكن "محاكمة القرن" كما يصفها المراقبون قد تستغرق سنوات، ما لم يعترف خالد شيخ بالتهم الموجهة إليه ليحكم عليه بالإعدام. ومن بين أكثر من 200 صحفي رشحوا لحضور جلسات المحاكمة تم اختيار 60 منهم لتغطية الوقائع من داخل قاعة المحكمة في حين سيتمكن 30 آخرون من متابعة الحدث من قاعدة فورت مايد (ميريلاند) حيث سيتم نقل وقائع الجلسات. وقال المتحدث باسم البنتاجون تود بريسيل إنه "منذ إصلاح المحاكم العسكرية الاستثنائية العام الماضي ارتفع عدد وسائل الإعلام التي تذهب إلى جوانتانامو لتغطية جلسات الاستماع بنسبة تزيد عن ثلاثة أضعاف مقارنة بأعلى مستوى سجل سابقا".من جهته قال كبير المدعين العامين الجنرال مارك مارتينز إنه "من المهم للغاية أن تكون هناك شفافية" من خلال نقل جلسات الاستماع على التلفزيون وبث المرافعات على الإنترنت وعبر حضور وسائل الإعلام. ولكن المحلل ديفيد ريفكين حذر من أن خالد شيخ محمد الذي انتزعت اعترافاته الأولى تحت التعذيب في أحد السجون السرية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه)، قد يستغل جلسات المحاكمة "لشن حملة تهجم على الولاياتالمتحدة". من ناحيتها ستتمكن عائلات الضحايا من متابعة جلسات المحاكمة عبر شاشات عملاقة سيتم نصبها لهذه الغاية في أربع قواعد عسكرية على الأراضي الأميركية. إلى ذلك،عبر أسامة بن لادن في رسالة يعود تاريخها لشهر مايو 2010 وعثر عليها في منزله في أبوت آباد في باكستان أثناء عملية الكومندوز التي قتل فيها في الثاني من مايو 2011. ونشرت أمس، عن قلقه لسقوط "ضحايا مدنيين من دون جدوى" في صفوف السكان المسلمين والذي ينجم بسبب الاعتداءات التي تشنها القاعدة. وكتب زعيم تنظيم القاعدة في واحدة من أصل 17 رسالة نشرها مركز مكافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية في وست بوينت "نطلب من كل أمير في المناطق أن يولي اهتماما كبيرا لمراقبة العمل العسكري" و"أن يلغي هجمات أخرى بسبب احتمال سقوط ضحايا مدنيين من دون جدوى". وعبر بن لادن عن قلقه حيال خسارة تنظيمه تعاطف المسلمين ووصف العمليات التي يسقط فيها قتلى من المسلمين بأنها "أخطاء". وهذه الرسائل التي كتبها بن لادن أو استلمها نشرت في صيغها الأصلية وترجمت إلى الإنجليزية على موقع "مركز مكافحة الإرهاب" التابع للأكاديمية العسكرية في وست بوينت، تشمل الفترة بين سبتمر 2006 وأبريل 2011. وقد سمح البيت الأبيض بنشر هذه الوثائق التي رفعت عنها السرية. وتكشف الوثائق رسائل داخلية ضمن تنظيم القاعدة بما يشمل رسائل كتبها بن لادن وقادة تابعين للشبكة في اليمن، وإسلاميون في الصومال وباكستان.