وصلت أمس الطائرة التي أقلت المختطفين السعوديين المفرج عنهما على الرحلة رقم 646 القادمة من مطار بيروت الدولي إلى مطار الملك فهد الدولي بمدينة الدمام بعد أن قضيا نحو أسبوع في الأسر من قبل مجهولين في لبنان. وقال المختطف عبدالله علي الشقاقيق بعد وصوله إلى مطار الملك فهد بالدمام لوسائل الإعلام، إن عملية الاختطاف تمت بغرض الابتزاز للحصول على 150 ألف دولار، في حين أنه تم تأمين 40 ألف دولار مما أسهم في التخفيف من وطأة التعذيب من قبل الخاطفين؛ حيث قام الخاطفون بأسرهم في دورة مياه، وهربا بالقفز من أعلى السور مما تسبب في إصابته بكسر في إحدى الفقرات وكسر في اليد، فيما كسرت رجل توفيق حسين الشقاقيق، مبينا أن الخاطفين أكثر من 4 أشخاص، وغالبيتهم عراقيون، وكانوا يقومون بتعذيبهم مساء حتى يتم تحويل مبالغ مالية. وبين أنهم كانوا يهمون بقتلهما بعد الحصول على كامل المبلغ، إلا أن تدخل السفارة السعودية والجهات الأمنية ساهمت في إبطال مخططهم، شاكرا للعاملين في السفارة السعودية في بيروت التي كان لها أكبر الأثر في إعادتهما سالمين إلى أرض الوطن. فيما قال ابنه ماجد عبدالله الشقاقيق ل"الوطن" إن العملية تمت من قبل مؤجرين للشقق؛ حيث فوجئوا بعد دخولهما بثماني دقائق بدخول أشخاص وقالوا إنهم من أمن الدولة للتفتيش وبعد التفتيش تم تقييدهما واكتشف المخطوفان أنهم عصابة، حيث بدأت أحداث عملية الابتزاز من قبل العصابة وتم سلب المبالغ المتوفرة وبطاقات الائتمان وجميع ما بحوزتهما من متعلقات شخصية كأجهزة الاتصال وغيرها، وطلبوا فدية مالية كبيرة لتمويل عملية أخرى في سورية-على حد قوله-، وأضاف: وعندما اتصل بنا الوالد طلب تحويل 100 ألف دولار ليتم الإفراج عنه، وطالبنا بعدم إبلاغ أي شخص كان بسبب الإكراه الممارس عليهما من قبل الخاطفين، وقمنا بإبلاغ السفارة التي بدأت في التأكد بطرقها الخاصة، حيث استمرت عملية الاختطاف 8 أيام، وتم خلالها تعذيبهما بالضرب والكهرباء للحصول على المال. وأضاف أن عملية القبض تمت عبر الحوالات المالية الوهمية التي تم من خلالها إعطاؤنا أسماء حقيقية لهم لغرض التحويل مما قاد للكشف عن هويتهم، حيث مررنا هويات الخاطفين للسفارة السعودية التي قامت بالتنسيق مع الأمن اللبناني للقبض على اثنين منهم، وخلالها تمكن المخطوفان من الفرار بعد شعورهما بخلو الشقة المحتجزين فيها من الخاطفين وتمكنا من كسر باب دورة المياه وقاما بالقفز من الطابق الأول إلى الأرض مما تسبب في كسور لهما وبعد حضور أمن الدولة قاموا بنقلهما للمستشفى لتلقي العلاج، موكدين أنهما خطفا فور وصولهما إلى مطار بيروت إلى شقتهما المستأجرة التي تمت فيها علمية الاختطاف. ومن جهته، أكد مدير عام فرع وزارة الخارجية بالمنطقة الشرقية عبدالعزيز بن عبدالله الزاهد أنه بناء على توجيهات وزير الخارجية وكبار المسؤولين في الوزارة تم استقبال المختطفين وتهنئتهما بالعودة سالمين إلى أرض الوطن. ------------------------------------------------------------------------ عسيري: شبكة الاختطاف "دولية" الهفوف: عدنان الغزال أوضح سفير المملكة في لبنان، علي عواض عسيري، أن التحقيقات الأولية في حادثة "اختطاف" المواطنين السعوديين حسين وعبدالله الشقاقيق في لبنان تشير إلى وجود امتدادات لهذه الشبكة في عدد من الدول العربية، وأن السيدة العراقية المتورطة في استدراج المواطنين لتأجيرهما شقة مفروشة لا تزال موقوفة منذ 8 أيام لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية على ذمة التحقيق، والتحريات التي تجريها هذه الأجهزة مستمرة للقبض على باقي أفراد العصابة. وأبان عسيري في تصريح إلى "الوطن" أمس، أن هناك جهودا كبيرة من العاملين في السفارة، لاسترداد ما هو حق للمواطنين السعوديين، وقد نظّم المواطنان توكيلاً لمحامي السفارة لمتابعة القضية لدى المحاكم اللبنانية لإنزال أقصى العقوبات بالمختطفين واسترداد كافة حقوق المواطنين وأموالهم.