وفاء آل منصور نجران أصبحت النفوس عليلة والقلوب سجينة خلف أهوائها ومطامعها الشخصية.. البعض يثور ويغضب لإثبات ذاته على حساب غيره وملاحقته كي يجعل من المخالف له نسخة مكررة منه في كل شيء.. يطالبون الآخرين بأن يصبحوا طبق الأصل من شخصياتهم وحتى ذائقتهم وميولهم سواءً الأدبية أو العلمية.. اختلاف الذائقة لا يعني المقاطعة وعدم الارتباط بالآخر، لأنه اختلف معنا في وجهة نظره أو ميوله الشخصية، قد نرى البعض يشن الهجمات ويعلن الحرب على أقرب الناس بسبب اختلافات بسيطة في الميول والأهداف والذائقة الذاتية لهذا الشخص المناقض له. كل إنسان له كينونته وهويته وحتى ذائقته الفردية التي تمثل شخصيته بجميع أبعادها ومحاورها.. فالاختلاف موجود والتناقض في القناعات أيضاً له وجوده في محيطنا.. فالتعصب الفكري والسجالات الجدلية بين الأطراف هي نبض الحياة وعبيرها، لأنها الطريقة الوحيدة لفهم شخصيات من حولنا، فلو سلمنا وأقنعنا أنفسنا بنظرية التغيير والاختلاف في مشاعرنا وأحاسيسنا وكل شيء في حياتنا وحياة غيرنا فلن نستاء من اختيارات وانطباعات الآخرين ووجهات نظرهم، بل سنتفهم عقليتهم ونتدارسها في داخلنا بتقبل وتفهم أكثر.. فنحن كائنات معقدة بعض الشيء ومختلفة عن الكائنات الأخرى، ولا أحد يشبه الآخر، فاختلافنا أحياناً قد لا يزيدنا إلا تكاملاً. يقول (غاندي): "الاختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء، وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء".. لتكن آذاننا صاغية لآراء الآخرين بدون تهميش وازدراء لأقوالهم ووجهات نظرهم، ولتبق أرواحنا متواصلة يسكنها الحب ويعمرها الوفاء.