انتقد رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني محاولات بعض وسائل الإعلام المصرية حرف مسار قضية المحامي أحمد الجيزاوي عن كونها حالة فردية وتعميمها لتشمل المقيمين المصريين في السعودية رغم العلاقات الطيبة التي تربط الشعبين بعضهما ببعض، وقيامها بتغذية الرأي العام المصري بوقائع مشوهة. وأعلن القحطاني عبر "الوطن" أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ستتابع مع الجهات المعنية سير القضية وتتأكد بحكم دورها من سلامة الإجراءات المتبعة حيالها وتمكين المتهم من حقوقه المنصوص عليها في الأنظمة السعودية. وقال القحطاني إن المملكة دولة مؤسسات وليست كما يحاول البعض تصويرها عليه، مؤكدا أن كل الإجراءات التي تم اتباعها في سير قضية المحامي المصري أحمد الجيزاوي الذي تم استيقافه لحيازته حبوبا محظورة، تتماشى مع الأنظمة والإجراءات المتبعة داخليا. وأشار رئيس حقوق الإنسان إلى أنه على الرغم من أن أنظمة المملكة تسمح بمنع زيارة المتهم لمدة حددت ب60 يوما، إلا أن السلطات السعودية قد سمحت لأعضاء السفارة بالتواصل مع الجيزاوي دون فرض أية قيود على هذا الأمر، مؤكدا أنه على قناعة بأن سلطات المملكة ستمكن المتهم من جميع حقوقه، وهو ما ثبت فعليا في حالات ماضية تابعتها الجمعية وتعاملت معها، منها ما يعود لسجناء أمنيين مصريي الجنسية تم استخراج تأشيرات لعائلاتهم ومنحوا تذاكر للقدوم إلى المملكة لزيارة أبنائهم. وكانت السلطات السعودية قد أوقفت الجيزاوي خلال دخوله المملكة الأسبوع الماضي، بعد أن عثرت بحوزته على أكثر من 21 ألف قرص محظور التداول، وأثارت كميتها الكبيرة التي كانت مخبأة في علب الحليب وحافظات المصاحف الشريفة شكوكا حول الهدف من إخفائها بهذه الطريقة، كما أثيرت الشكوك كذلك حول الكمية الكبيرة التي كان الجيزاوي يحاول إدخالها معه. وبدورها، دخلت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان على خط قضية الجيزاوي، إذ سجل رئيسها القحطاني استغرابه من محاولة بعض وسائل الإعلام تشويه واقع التعامل مع العمالة المصرية في المملكة والذين يتمتعون بالحقوق المكفولة بموجب القوانين والأنظمة، معربا عن عدم رضاه من بعض الممارسات الإعلامية التي قال إن من شأنها خلق حالة من عدم الثقة بين شعبين تربطهما صلات وثيقة، والإضرار بحقوق من يعمل في البلد الآخر من شعبي البلدين. يذكر أن السفارة المصرية لدى المملكة أكدت على لسان سفيرها محمد عوف، في وقت سابق هذا الأسبوع أن الجيزاوي عثر بحوزته على كميات كبيرة من الحبوب المحظور تداولها، وشدد خلال ظهوره في أحد اللقاءات التلفزيونية على ضرورة توعية وتنبيه المصريين القادمين إلى المملكة بخطورة اصطحاب مثل هذا النوع من الحبوب، مستنكرا ما أشيع من صدور أحكام قضائية بحق الجيزاوي، معتبرا أن هذا الكلام الذي روجت له وسائل إعلام بلاده عار عن الصحة.