يستأثر الوضع في سورية باهتمام الباحثين الأميركيين، خاصة في ظل مواصلة نظام الرئيس السوري بشار الأسد عمليات العنف ضد معارضيه على الرغم من الجهود الدولية لوقف نزيف الدماء. وفي هذا الإطار قال الباحث في معهد "واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" جيفري وايت في ورقة بحثية أصدرها المعهد أن الاتفاق على وقف إطلاق النار "لم يردع قوات النظام عن مواصلة تعقب المعارضين سواء كانوا مسلحين أو بدون سلاح وباستخدام أسلحة ثقيلة في بعض الأحيان". وأضاف الباحث الذي عمل لفترة طويلة في المخابرات العسكرية الأميركية "استهدفت قوات النظام كافة مواقع المعارضة بلا استثناء من حلب إلى درعا إلى حمص إلى ريف دمشق إلى إدلب إلى دير الزور إلى حماة. وكان تكتيك النظام هو قصف المدن بالمدفعية والدبابات وإطلاق النار على المتظاهرين وعلى مواطنين آخرين واقتحام مواقع المعارضة بالمدرعات ومحاولة فض المظاهرات بإطلاق النار أو بالاعتقال أو بالاعتداء البدني على المتظاهرين". وقال وايت إن الاستخدام واسع النطاق للعنف ضد المعارضين سيكون تحديا لبعثة المراقبين الدوليين على الرغم من قرار زيادة عددهم. وأضاف "أن سلوك النظام يعبر عن أنه لا ينوي التفاوض مع المعارضة إلا حول استسلامها فقط". وكانت تقارير أميركية قد أشارت إلى أن نداءات الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان بحقن الدماء والالتزام بوقف إطلاق النار تلقى آذانا صماء. وأوضحت تلك التقارير أن سقوط قتلى من المعارضين على أيدي قوات النظام في حمص خلال وجود المراقبين بها يوضح أن تكتيك النظام على الصعيد السياسي يرتكز على إرسال رسالة مفتوحة إلى المعارضين أنه لن يتوقف عن القتل على الرغم من وجود المراقبين وأن أحدا لن ينقذهم من براثن النظام ومن ثم فإن عليهم الرضوخ. واشارت تلك التقارير إلى أن وجود 300 مراقب دولي في بلد باتساع سورية ومع انتشار الرفض الشعبي للنظام في كل المحافظات لن يوقف النظام وأن هناك احتياجا إلى عدة آلاف من أولئك المراقبين لفرض رقابة حقيقية على ما تفعله قوات الأسد تجاه المعارضين.