دخلت دراستان بحثيتان تناولتا نمو استهلاك النفط في المملكة ودول أوبك، ضمن أول عشر أوراق بحثية على الموقع العالمي لشبكة أبحاث الاجتماع "SSRN"، فصل من خلالهما كل من الدكتور نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنين حمد آل الشيخ، وأستاذة الاقتصاد بجامعة الملك سعود الدكتورة نورة اليوسف، وأستاذ الاقتصاد بجامعة نيويورك الدكتور ديرموت الوضع الفعلي لمعدل نمو استهلاك النفط في المملكة ودول أوبك. وتناولت الدراسة الأولى النمو السريع لاستهلاك النفط داخل المملكة، متضمنة أنه زاد بتسعة أضعاف خلال 40 عاماً، بطاقة إنتاجية بلغت 3 ملايين برميل نفط يومياً، والذي يمثل ربع إنتاج المملكة من النفط، مشيرة إلى أن الاستهلاك السنوي زاد بما معدله 5.7% سنوياً، والذي يعد أسرع ب37% من نمو الدخل الذي يقدر ب4.2%. واعتبرت أن النمو الذي يعد أعلى من الدخل، يشكل تحديا أمام المملكة لزيادة صادراتها النفطية والتي يعتمد عليها في التوقعات طويلة الأجل للنفط من قبل وكالة الطاقة الدولية (IEA) ووزارة الطاقة الأميركية (DOE)، وشركة البترول البريطانية (BP). وذكرت أنه وعلى الرغم من توقعات هذه المؤسسات في قراءتها التاريخية لمسيرة النفط السعودي، إلا أن التقارير الدولية ترجح تباطؤ استهلاك النفط في السعودية من معدله السنوي 5.7% إلى أقل من 2% في المستقبل، مما يتيح لهم توقع زيادة صادرات النفط السعودي. وخلصت الدراسة إلى أن استهلاك المملكة للنفط سينمو بنسبة 5% سنويا، الأمر الذي يجعلها بحاجة لزيادة الإنتاج بمعدل 2% سنويا فقط للحفاظ على مستويات تصدير النفط. وفي حين أشارت الدراسة البحثية إلى أنه وبحلول عام 2030، سيرتفع الإنتاج إلى نحو 15 مليون برميل يوميا، أوضحت أنه من المرجح زيادة الصادرات إلى 11 مليون برميل يوميا بحلول عام 2030، ما معناه أن الإنتاج يجب أن ينمو بنسبة 3% سنويا إلى 18 مليون برميل يوميا. وأرجعت الدراسة أسباب تنامي استهلاك النفط في المملكة إلى نمو الدخل وعدد السكان، والطلب على المنتجات النفطية المختلفة، وتوليد الكهرباء، وحاجة وسائل النقل المختلفة من مشتقات النفط، مشيرة إلى أن كبح نمو استهلاك النفط المحلي سيشكل تحديا اقتصاديا وسياساً. أما الدراسة الثانية التي أتت تحت عنوان "النمو السريع لاستهلاك النفط المحلي في أوبك" فقد أوضحت أن جميع المؤسسات الكبرى في مجال الطاقة مثل وكالة الطاقة الدولية، ووزارة الطاقة الأميركية وشركة البترول البريطانية وإكسون موبيل، ومنظمة أوبك، تجمع على أن معدلات نمو استهلاك النفط في دول أوبك سيكون أقل من 2% سنوياً، مع نمو الدخل بنحو 4%، متوقعة زيادة استهلاك النفط في أوبك بأسرع من دخلها. وتناولت رصد التقارير الدولية لمعدل نمو استهلاك أوبك للنفط، والذي نما سبع مرات خلال 40 عاما، إلى 8.5 ملايين برميل في اليوم، مبينة أن النمو السريع في الاستهلاك بلغ 5.1% سنويا، مضيفة أن هذا النمو الذي يعد أسرع من نمو الدخل المقدر ب3.1%، سيحد من قدرة أوبك على زيادة صادراتها، والتي يعتمد عليها على المدى الطويل في توقعات النفط في العالم. وافترضت أنه في حال نما استهلاك أوبك المحلي إلى 6 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2030، وهو الأمر الذي يعد أسرع من التوقعات من هذه المؤسسات، فإن ذلك يعني أن السعر يجب أن يكون أعلى من المتوقع.