في الوقت الذي تحرص فيه العديد من الأسر والشباب على ارتياد المتنزهات البريّة الواقعة خارج الرياض نهاية كل أسبوع للاستمتاع بالأجواء والطبيعة بعد هطول الأمطار على العاصمة خلال الأسابيع الماضية، إلا أن تنزههم يصطدم بغلاء أسعار مخيمات المكشات، ونقص الخدمات الضرورية التي يحتاجونها كمحال التموينات ومحطات الوقود وورش صيانة السيارات التي تنعدم في الطريق المؤدي إلى هناك ويضطرون لقطع مسافات طويلة للوصول إليها. وخلال جولة "الوطن" يومي الأربعاء والخميس الماضيين رصدت إقبالا لافتا من الأسر والشباب على التوجّه ل"روضة خريم" الواقعة على بعد 100 كيلو متر إلى الشمال الشرقي للرياض، ورغم الطبيعة الجميلة هناك، إلا أن المتنزهين يفقدون المحلات الخدميّة التي يتركونها خلفهم بمجرد خروجهم من مشارف العاصمة، ولا يجدون هناك سوى السيارات المتنقلة التي تبيع فقط علب المياه الصغيرة و"الآيسكريم" للأطفال، في حين تستغلهم عمالة وافدة يرابطون أمام مخيمات نصبوها وسط الصحراء ويطلبون مبالغ تصل إلى أكثر من 800 ريال للمخيم الواحد. وقال المواطنون عويض المسيلي وسلمان محسن وهلال الحارثي إن أسعار المخيمات هناك مبالغ فيها كثيرا حيث وجدوا عمالة وافدة تسيطر على نشاط تأجير مستلزمات المكشات على أطراف روضة خريم ويؤجرون خياما صغيرة نصبوها في العراء ويطلبون 800 ريال في اليوم، وهو مبلغ كبير قد لا تستطيع أن تدفعه الأسر التي تريد إخراج أبنائها للتنزه في مثل هذه المتنزهات البرية المفتوحة التي يفترض أن تكون متاحة لإمكانيات الجميع. ولفتوا إلى انعدام الخدمات الضرورية للتنزه كمحلات التموينات ومحطات الوقود والورش الصناعية التي يفترض أن تكون على امتداد مثل هذا المتنزه الكبير الذي يغص بالمتنزهين خلال فصلي الشتاء والربيع وعند هطول الأمطار، مشيرين إلى أن الخدمات المتوفرة هناك تنحصر في 3 سيارات متنقلة تبيع قوارير الماء والآيسكريم للأطفال عدا ذلك لا تتوفر أي خدمة من شأنها جذب المتنزهين إلى هناك. ويشير المواطن عبدالله بن شايع إلى أن روضة خريم متنزه طبيعي جميل لكن ينقصه بعض الاهتمام ومن ذلك المحافظة على نظافته من الأشواك والأشجار المؤذية للمتنزهين خاصة الأطفال، إضافة إلى تعرضهم للخطر من الثعابين والأفاعي التي تتواجد في المتنزه ويحذّر منها الحراس المكلفون بمراقبة الروضة حيث يبثون رسائل عبر مكبرات الصوت يطلبون من المتنزهين المغادرة قبل حلول الظلام حتى لا يتعرضوا للدغ من الثعابين والحشرات التي تخرج من جحورها ليلا، مشيرا إلى أهمية توفير الخدمات الضرورية للمتنزهين في محيط مواقع التنزّه ليقضوا أوقات فراغهم ويستمتعوا بإجازاتهم الأسبوعية في مثل الأجواء التي تعقب هطول الأمطار.