رغم إطلالته على منحدرات سحيقة، وتحيط به "الهاويات" من كل اتجاه، إلا أن محيط "الجسر المعلّق" غرب الرياض يستقطب العديد من الأسر والشباب الذين يلجؤون إليه للتنزّه بعيدا عن ازدحام المدينة وضجيجها، وسط انعدام وسائل السلامة، وخدمات تنزّه محصورة في سيارات الأغذية المتنقّلة "سيارات الآيسكريم". وخلال جولة "الوطن" على الساحات المحيطة بالجسر الذي يعتبر أحد أبرز معالم الرياض الحضارية، رصدت تحوّل المواقع المطلّة على الجسر التي يخترقها من الشمال للجنوب، إلى مواقع جذب لهواة التنزّه في البراري، حيث يرتبط المنظر الجميل للجسر بمعانقته للرمال وإطلالته على الرياض "من أعلى" ما وجد فيه البعض "كورنيشا" جافاً يستمتعون بقضاء أوقاتهم هناك حين لا يستطيعون ارتياد "الشاليهات" والمتنزهات المدفوعة الثمن. وتكمن خطورة التنزّه في الموقع، في عدم وجود حواجز وسياج لمنع سقوط الأطفال من المنحدرات الكبيرة التي تطل على قاع الجسر وهو "وادي لبن" الشهير الذي يكتظ بالسيارات المحجوزة هناك من قبل المرور. ورغم وعورة الطريق المؤدي للموقع وضيق المكان الذي يرتاده المتنزهون، إلا أن أسرا وشبابا تستهويهم "الطلعة" هناك وقضاء وقت طويل على "حافة الهاوية" وممارسة هوايات "المكشات" في الطبخ والشوي و" شبّة النار" دون اكتراث بخطورة المكان على حياة وسلامة أطفالهم. منحدرات خطيرة وقال المواطن خالد المطيري إنه بين الحين والآخر يصطحب أسرته للتنزه في الموقع الذي وصفه بالممتع كونه معلماً حضارياً وشكلاً هندسياً فريداً ويطل على وادي لبن المكتظ بالشجيرات والسيارات المصفوفة في منظر جميل يريح المتنزهين الذين يحرصون على الوصول لأقرب نقطة من الهاوية للاستمتاع بهذه المناظر وتوثيقها بالتصوير. وأشار المواطن سعيد آل عواض إلى خطورة التنزه في الموقع لإطلالته على منحدرات بشكل يفاجئ المتنزهين الذي يحضرون للمرة الأولى، كما أنه مصيدة للأطفال الذين يذهبون للهو بعيداً عن أعين أسرهم المشغولين بالتنزّه مما يعرضهم للخطر، لافتاً إلى أن الموقع يعتبر جاذباً لهواة الطلعات البريّة والمناظر الجميلة كونه يقع في أعلى نقطة مطلّة على العاصمة تقريباً، والتنزّه بعيداً عن صخب المدينة وازدحامها، لكنّه يخلو من وسائل السلامة ومن الخدمات الغذائية الضروريّة للمتنزهين. توسعة الطرق وأضاف المواطن فهد الدوسري أنه على الرغم من مرور 11 عاماً على افتتاح هذا المعلم الحضاري الفريد وحرص العديد من الأسر على ارتياده باستمرار، إلا أنه لم يلتفت لأهميته ترفيهياً، مطالباً الجهات المعنيّة بتوسعة وتعبيد الطرق المحيطة بالجسر وتحويله إلى موقع مفتوح للتنزّه بعد إجراء كافة احتياطات السلامة لمرتاديه وتوفير أماكن جلوس وملاه مطلّة على الوادي لتكون متنفساً للأسر الفقيرة التي لا تستطيع استئجار شاليهات خاصة للتنزه. يذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز افتتح الجسر المعلّق في عام 2000 نيابة عن الملك فهد رحمه الله حينها، ويصل عمر الجسر الافتراضي إلى 120 عاماً بحسب تأكيد الشركة التي نفذته حينها. ويعتمد الجسر المعلق، على عمودين فقط، يتدلى من كل عمود أكثر من 60 مشداً للجسر في كلا الجانبين، وقد تم استخدام هذا التصميم لأن الوادي عميق وعريض جداً، ما أدى إلى استبعاد استخدام القوس الخرساني أو العمود الواحد، ويتميز هذا الجسر عن غيره بتوسط العمودين للجزيرة الوسطية الفاصلة بين اتجاهي الطريق.